top of page
  • Facebook
  • X
  • Youtube

مدينة خنيفرة: هنا مربط الفرس!! التدبير الجمعي - التدبير المجموعي

  • gherrrabi
  • 7 سبتمبر
  • 5 دقيقة قراءة
ree
"كالأم، مسقط الرأس لايعوض" ألبير ميمي

« Comme une mère, une ville natale ne se remplace pas » Albert Memmi - "La statue de sel"

عبارة "كالأم، مسقط الرأس لا يُعوض" اقتباس شهير للكاتب وعالم الاجتماع التونسي ألبير ميمي. تظهر هذه العبارة في عمله "تمثال الملح"، وتعبّر عن وجود رابط عميق، راسخ، لا يُعوّض بين الإنسان ومسقط رأسه، رابطٌ قويٌّ كرابطه مع أمه.

من باب الغيرة على هاته المدينة، اسمحوا لي أن أدلو بدلوي

مدينة خنيفرة تكتسي حلة خضراء، بفضل عدد من المشاريع التي تندرج في إطار رؤية جديدة، و(خصوصا بعد تعيين السيد محمد عادل اهوران عاملا على إقليم خنيفرة و-بشهادة الجميع-) والتي ستمكن المدينة من التوفر على مناطق خضراء تساهم في تلطيف وملاءمة الجو الذي تعرفه المنطقة، والحد من الآثار السلبية للتلوث، وتوفير فضاأت للراحة والترفيه لفائدة الساكنة. بالمقابل هناك بعض النقط السوداء التي تلوث وتشوه جمالية هاته المدينة.

اثير موضوع "موطن المتلاشيات" على ضفاف نهر أم الربيع (والذي يعد من أخطر النقط السوداء في مدينة خنيفرة) في احدى دورات المجلس البلدي لمدينة خنيفرة
كارثة بيئية على ضفاف نهر أم الربيع بخنيفرة:

على الرغم من الخطابات الملكية التي تتحدث عن ضرورة حماية البيئة والموارد المائية وتوجيهات الحكومة في هذا الإطار، نرى أن نهر أم الربيع يتعرض لهذه الانتهاكات في تحدٍّ صارخ لما يتم التصريح به رسميًا.

ولماذا يتم السماح باستمرار هذه الجريمة البيئية التي تهدد سلامة البيئة والسكان على حد سواء؟

تشهد ضفاف نهر أم الربيع في مدينة خنيفرة كارثة بيئية تتمثل في تلوث المياه العادمة، روائح كريهة، واختناق النهر بسبب الانسداد، مما يهدد سلامة المواطنين، ويؤثر سلباً على النظام البيئي والأسماك، مع دعوات متكررة للجهات المسؤولة باتخاذ حلول عاجلة وجذرية لوقف هذا التدهور.

غازات مركبات الكلوروفلوروكربون (CFCs) المستخدمة في الثلاجات ومكيفات الهواء قديماً تسببت في تدمير طبقة الأوزون، حيث إنها عند انطلاقها إلى الغلاف الجوي، تتحلل بالأشعة فوق البنفسجية لتطلق ذرات الكلور التي تحفز تفاعلات تدمر جزيئات الأوزون.

يشار إلى أن نهر أم الربيع هو ثاني أطول نهر في المغرب، بطول يبلغ حوالي 555 كم، ومعدل تصريف للمياه يصل إلى 117 متر مكعب في الثانية (م³/ث)، ويربط بين إقليم خنيفرة والمحيط الأطلسي.

تدبير الشأن المحلي، من التدبير الجمعي إلى التدبير المجموعي

تتعدد آليات تخليق الشأن المحلي وذلك بالتوعية والإعلام، لفضح الفساد والتحسيس بخطورة الرشوة ونشر التربية على المواطنة وحقوق الإنسان، بالإضافة إلى دمج قيم ثقافية جديدة تندرج في إطار الثقافة والمواكبة للتدبير المالي المحلي، وذلك في علاقة متلازمة مع المحاسبة والنزاهة واحترام ضوابط العمل الجدي يكون أساسه سيادة القانون واحترامه وإتباع نظام المراجعة المالية.

اختزال الشأن المحلي في شخص أو مجموعة أشخاص هو تصغير للديمقراطية وتشويه لقيم الديمقراطية وطمس لمعانيها..

تعاني المجالس المنتخبة من تحدّيات متشعّبة، اقتصادية واجتماعية، تتطلّب حلولاً مبتكرة، شاملة، ومستندة إلى مشاركة حقيقية من مختلف فئات المجتمع. في هذا السياق، يبرز مفهوم التدبير المجموعي كنهج فعّال وضروري، يُفترض أن يحلّ محلّ ما يُعرف بالتدبير الجمعي، الذي كثيراً ما يقود إلى قرارات متسرّعة أو غير فعّالة.

  • يشير التدبير الجمعي إلى ميل أعضاء مجموعة معيّنة إلى تجنّب الخلاف والانصياع لرأي الغالبية، ما يؤدّي غالباً إلى قرارات ضعيفة أو غير مدروسة بسبب غياب التنوّع في الرأي والانتقاد البنّاء.

  • بينما التدبير المجموعي هو نتاج تفاعل عقلي متكامل بين أفراد يمتلكون خلفيات وآراء وتجارب مختلفة، يعملون معاً بشكل تشاركي لإيجاد حلول واقعية ومبدعة، مستفيدين من تنوّعهم بدلاً من تجاهله. خنيفرة تعج بالكفاءات العلمية والأدبية وفي مختلف التخصصات، وتنقصها فقط الفرص لإبراز كفاءاتها.

التدبير المجموعي مهم في العمل البلدي لأسباب عدّة ممكن ذكر ثلاثة منها هنا:

- أولاً: واقع القرى والمدن مركّب ومتشعّب، والكثير من هذه الأماكن تعاني من فقر و هشاشة وضعف البنى التحتية وغياب استثمار مستدام في قطاعات أساسية، مثل الزراعة والسياحة والخدمات والصناعة والصحّة ... ولذلك، فإنّ اعتماد رؤية فردية أو أحادية في المجلس البلدي لا يكفي. المطلوب هو مشاركة المزارع، الشاب، المرأة، التاجر،الطبيب، الصحفي، والمهندس... وكل طاقة ممكنة. من الضروري أن يشارك الكلّ بتفكيره، لا فقط بصوته، ويشعر أنه قادر وفاعل ومساهم.

- ثانياً: التدبير الجمعي يعزّز الولاءات بدل الحلول. عندما يسود التدبير الجمعي، تميل المجالس البلدية إلى اتخاذ قرارات تُرضي بعض الفئات السياسية أو الاجتماعية، من دون أن تُراعي بالضرورة مصلحة المنطقة ككل، بينما التدبير المجموعي يخلق بيئة تُشجّع على النقد البنّاء وصناعة القرار المبني على المعرفة لا على المجاملة.

- ثالثاً: التدبير المجموعي يولّد أفكاراً خلّاقة للتنمية الاقتصادية عبر جلسات عصف ذهني (Think tank) تضمّ فاعلين محلّيين مختلفين. يمكن اتخاذ خطوات عملية لتطبيق التدبير المجموعي  الشأن المحلي. في الإمكان، مثلاً، عقد لقاء شهري حضوري وأونلاين في مبنى البلدية بين أعضاء المجلس البلدي ومهتمّين من المقيمين والناخبين بالمدينة، من أجل طرح ومناقشة أفكار تهدف إلى تحسين واقع المنطقة، وحتى يشعر كل مهتمّ ومتأثّر ب الشأن المحلي أنه مساهم وفاعل ومستخدم لطاقته وموارده بشكل فعّال ومشارك في صناعة القرار البلدي، بغض النظر عمّا إذا كان أو كانت ضمن أعضاء المجلس البلدي. هذه اللقاءات ممكن أن تكون على شكل جلسات عصف ذهني شهرية مفتوحة من أجل التفكير الجماعي بإدارة ميسّرين محلّيين أو شركاء تنمويين، وتخرج بتوصيات تُدرج رسمياً في برنامج عمل البلدية وتُتابع منهجياً.

العصف الذهني هو أحد أساليب الإبداع الجماعي حيث تحاول المجموعة إيجاد حل لمشكلة ما بتجميع قائمة من الأفكار والحلول التي يساهم بها أفراد المجموعة عفويًا. بمعنى آخر، اجتماع مجموعة من الاشخاص من أجل إيجاد فكرة جديدة أو حل لمشكلة ما ولكن بطريقة مختلفة نوعا ما، تقوم هذه الطريقة على مبدأ العفوية والابتعاد عن النقد والمُعيقات، حيث يُسمح للجميع بطرح الأفكار والحلول التي تخطر ببالهم دون الخوف من الانتقاد أو الرفض، ثم تُدون جميع هذه الافكار ومن ثم تُقيم في محاولة للوصول إلى حل.
قصة مثل: هنا مربط الفرس!!

كثيرًا ما يتوارد إلى ذهننا مقولة هنا مربط الفرس، خاصةً حينما نود التأكيد على أمرٍ ما أو كلمة ما أثناء حديثنا مع الآخرين، فهنا مربط الفرس تعني هنا المقصد هنا نقطة الضوء التي نود التركيز عليها في الحوار، ومربط اسم مكان من ربط أي  حينما نقول مربط الفرس، فنحن نقصد بذلك موضع ربط الفرس أو الخيل، ولإطلاق هذه الكلمة قصص وروايات عديدة ولعل أشهرها ما حدث في قبيلة الأساعدة.

قصة المثل:

يُحكى أن أحد شيوخ قبيلة شمر نزل في استضافة شيخ من شيوخ الأساعدة، وكان من عوائد العرب أن يحضر الضيف لشرب القهوة مع مضيفه في الصباح، وفي صباح أحد الأيام لم يأتي الضيف كعادته كل يوم، فقلق الشيخ المضيف وأرسل إليه يستفسر عن سر غيابه، فعلم أن فرسة الضيف قد سرقت في الليل وهو ما منعه من الحضور .

ولما عاتبه شيخ الأساعده على عدم إخباره بالواقعة في حينها، قال الضيف: لم أظن أن لديكم فرسًا يستطيع اللحاق بالشهيلة، والشهيلة هي اسم فرسته المسروقة، فأمر الشيخ ابنه أن يركب في الحال فرسه العبية الصغيرة ويذهب للحاق بالشهيلة، كي يقتفي أثرها ويعود بها للضيف .

ركب الفتى في الضحى وعند العصر عاد على فرسه أم التوادي دون أن تكون معه الشهيلة، فقال الضيف لشيخ القبيلة الذي يستضيفه في حزن: ألم أقل لك أن الشهيلة لا تُلحق ولما اقترب الفتى منهم بفرسه، سأله والده عن الشهيلة المسروقة ولما لم يلحق بها ؟

فقال الفتى لأبيه: والله لقد تعبت من الجري فربطتها في مكان قريب معها رأس السارق معلق هناك، فأدركوها بالماء لأنها عطشى، فذهبوا إليها بالفعل ومعهم الماء، ووجدوا صدق ما قاله الفتى من أمرها، ومن وقتها صار هذا الموضع الذي ربطها فيه ابن الشيخ، يعرف بمربط الفرس عند قبائل العرب.

تعليقات


bottom of page