top of page
  • Facebook
  • X
  • Youtube

تحليل: اجتماعات الإنتربول بمراكش اعتراف بالقيادة الأمنية العالمية للمغرب

  • gherrrabi
  • قبل 3 أيام
  • 3 دقيقة قراءة

ree
معلوم أن الإشادة الدولية بالأجهزة الأمنية المغربية والمقاربات الاستباقية التي تنهجها ليست بنبأ جديد أو وليدة اليوم، بل هي نتيجة عمل جاد و حنكة عالية المستوى على جميع الأصعدة من التكوين إلى العمل الميداني و تأمين مختلف التظاهرات في ربوع تراب المملكة.

و اليوم اختتمت اشغال الدورة ال 93 من الاجتماعات الدولية للإنتربول بتكريم المدير العام للأمن الوطني ليست مجرد حدث بروتوكولي عابر بهذه المناسبة، بل هو اعتراف صريح و تتويج لمسار مغربي متصاعد في القيادة الأمنية العالمية من جهة ، واعتراف دولي بأن المملكة المغربية أصبحت شريكا لا يمكن الاستغناء عنه في مواجهة أشكال الجريمة الدولية و التي سبق وأن تحدثنا عنها في مقالات و تقاريرة خاصة نشرتها جريدتنا " إيطاليا تلغراف " من جهة ثانية،حيث فصلنا فيها و حللنا فيها أبعاد هذا النوع من الجريمة المنظمة العابرة للحدود كالإرهاب والتهديدات السيبرانية و الإتجار الدولي بالبشر و الهجرة غير الشرعية بالإضافة إلى الإتجار الدولي في الممنوعات.

وبالرجوع إلى تكريم مدير المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني و المديرية العامة للأمن الوطني فهو بمثابة دفعة معنوية ومؤسساتية قوية لجهود المغرب في تعزيز الأمن داخل الوطن و محيطه الإقليمي المعروف ببؤر توتر غير محدودة.

ومن الرسائل المهمة كذلك عقب هذا الحدث الدولي الهام، الثقة التامة في الاستقرار السياسي والدبلوماسية المغربية التي نجحت في العديد من المحطات الدولية خاصة في ظل التحديات الجيوسياسية التي يعرفها العالم بأسره، بالإضافة إلى اعتبار المملكة المغربية منصة إقليمية آمنة لاستضافة التظاهرات الأمنية الكبرى نتيجة دورها الكبير والمتوازن في محاربة الإرهاب والتطرف والتعاون الأمني جنوب–جنوب وشمال–جنوب الذي تشهد له بها العديد من دول المعمور.

كما تفرض المناسبة كذلك الحديث عن الثقة في الأجهزة الأمنية المغربية و التجربة التي راكمتها في مكافحة الشبكات العابرة للحدود، من خلال تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية وإحباط عمليات دولية مشتركة (على سبيل المثال لا الحصر عملية يوم أمس)، وهو ما جعلها شريكا استراتيجيا لعدد من الدول الكبرى.

ree

وتتمة للرسائل من هذا الحدث الدولي الهام كذلك يمكن اعتبار توشيح المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، السيد عبد اللطيف حموشي بأرفع وسام تمنحه منظمة الإنتربول، خطوة تحمل رسالة قوية وبالغة الأهمية على المستويين الداخلي والخارجي توشيح وهو ترجمة لاعتراف عالمي بمستوى الاحترافية الذي وصلت إليه المؤسسات الأمنية المغربية والتقدير الدولي لنهجها المبني على الحكامة والتعاون الدولي واحترام القانون من جهة ، والريادة المغرب في مجالات تبادل المعلومات والتحقيقات المشتركة ومكافحة الإرهاب والدور المغربي في الأمن الدولي وتعزيز الأمن الجماعي خاصة في قارتنا إفريقيا ومنطقة المتوسط و الساحل من جهة أخرى.

وشحت المنظمة الدولية للشرطة الجنائية أنتربول عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، بوسام الأنتربول من الطبقة العليا، الذي يعد أرفع وسام تصدره المنظمة لسامي الشخصيات الدولية.
ree

ومن الرسائل كذلك تعزز صورة المملكة كدولة تعتمد نموذجا أمنيا ناجحا يجمع بين الفعالية واليقظة الاستراتيجية ويعكس ثقة المؤسسة الملكية في الكفاءات الأمنية الوطنية التي يقودها جلالة الملك محمد السادس و بالتالي يمنح دفعة قوية لجهود هذه الأجهزة الأمنية في تحديث بنياتها وتطوير أساليب العمل الاستخباراتي، وتوطيد السلم الاجتماعي والاستقرار المجتمعي في آن واحد.

و بالرجوع إلى التقييم الدولي للدورة قبل ختام هذه الأسطر الخاصة بهذا الحدث الدولي الهام، وجب التأكيد على ما تم ذكره في مقدمة هذا المقال حول الإشادة الدولية مرة أخرى بكون هذه الدورة " دورة مراكش" من أنجح دورات الإنتربول في العقد الأخير، وذلك لعدة أسباب أذكر منها : من التنظيم المحكم والاحترافي الذي يعكس قدرة المغرب على إدارة مؤتمرات كبرى؛ زد على ذلك تتوع محاور الموائد المستديرة وجدول أعمال غني ناقش ملفات حساسة جدا كالأمن وعلاقته بالذكاء الاصطناعي شبكات الإتجارو التهريب الدولي، الجرائم السيبرانية، أمن الحدود...

بالاضافة إلى الإجماع الدولي على دور الإنتربول في المستقبل، وتم تسجيل ارتفاع كبير في مستوى تمثيلية الدول و إبراز التجربة المغربية كنموذج ناجح في الوقاية من التطرف وأشكاله ودمج المقاربة الأمنية بالحقوقية والتنموية على حد سواء، دون أن نغفل عن البعد الرمزي والاستراتيجي للحدث وانعقاده بالمدينة الحمراء كما نسميها نحن المغاربة أي "مراكش "يحمل دلالة إضافية بحيث اصبحت عاصمة عالمية للمؤتمرات الكبرى والتظاهرات العالمية تنظيما وأمنا.

الحسين اولودي/عضو المرصد الوطني للدراسات الإستراتيجية

 
 
 

تعليقات


bottom of page