المفتش العام للقوات المسلحة الملكية يتباحث مع رئيس أركان الجيش في النيجر... "ذاك الشبل من ذاك الأسد"
- gherrrabi
- 27 سبتمبر
- 9 دقيقة قراءة

"ذاك الشبل من ذاك الأسد": معركة الهري و معركة تازيزاوت ضد الاستعمار .. دروس تلهم الأجيال
عندما كانت جبهات الحرب تشتعل تدريجيا في أطراف العالم في بدايات المواجهة الكونية الأولى، وتزامنا مع تسارع وتيرة المد الاستعماري الذي سيزحف على جل أنحاء العالم العربي والإسلامي، بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى بسقوط الخلافة العثمانية؛ كانت مجموعة صغيرة من المقاومين المغاربة في عمق جبال الأطلس، تلقّن الجيش الفرنسي أقسى درس عسكري تلقاه في كل حملاته الاستعمارية، فقد تمكن المقاومون من قتل الجزء الأكبر من الجيش الجرار الذي بعثته فرنسا لإبادتهم
تجسد معركة الهري و معركة تازيزاوت، قيم الوطنية والشجاعة والتضحية في سبيل خدمة الوطن، والتي أظهرها المقاتلون المغاربة البواسل لمواجهة الأهداف التوسعية بالتراب الوطني.
معركة “الهري”، وهو اسم أمازيغي يعني “المَخزن”، ويطلق على قرية صغيرة تجاور مدينة خنيفرة الجبلية التي تعتبر حاضرة منطقة قبائل زيان الأمازيغية. وكان قائدَ تلك المعركة رجل خلّده التاريخ المغربي، اسمه موحى أوحمو الزياني، وكتبت فصولها قبائل رفضت أن تخضع لسلطة المستعمر الذي جمع بين دكّ أطراف البلاد بنيران المدافع وبين انتزاع معاهدة مع السلطان تمنحه حق السيطرة على البلاد.
المفتش العام للقوات المسلحة الملكية يتباحث مع رئيس أركان الجيش في النيجر...

بتعليماتٍ سامية من صاحب الجلالة الملك، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، استقبل الفريق أول محمد بريظ، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، يوم 23 شتنبر 2025 بمقر القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، الفريق موسى سالاو بارمو، رئيس أركان جيوش النيجر، الذي يقوم بزيارة عمل إلى المملكة المغربية ما بين 21 و27 شتنبر الجاري، على رأس وفد عسكري رفيع المستوى.
وجرت المباحثات بحضور ممثلي الجانبين، حيث شارك عن الجانب المغربي رؤساء المكاتب المعنية بالقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، وعن الجانب النيجري أعضاء الوفد الرسمي، إضافة إلى الملحق العسكري لسفارة النيجر بالرباط.
وخلال اللقاء، أشاد المسؤولان بجودة العلاقات المتميزة التي تجمع القوات المسلحة الملكية بنظيرتها النيجيرية، مؤكدين أنها تقوم على أواصر أخوية متينة وتعاون عسكري راسخ مبني على الاحترام المتبادل.
ويشمل التعاون الثنائي بين المغرب والنيجر مجالات متعددة، أبرزها التكوين العسكري، والإعداد العملياتي للقوات، والصحة العسكرية، وتبادل الزيارات والخبرات، ما يعكس الإرادة المشتركة في تعزيز الشراكة وتطوير التنسيق بين المؤسستين العسكريتين
الفريق أول محمد بريظ يترأس حفلًا في أكادير

ترأس الفريق أول محمد بريظ، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، يومه الخميس، حفلاً تكريمياً بمقر قيادة المنطقة الجنوبية بأكادير، وذلك على شرف مجموعة من الضباط السامين، الضباط، وضباط الصف والجنود المحالين على التقاعد برسم السنة الجارية 2025.

عرف الحفل حضور عدد من كبار المسؤولين العسكريين وممثلي السلطات المحلية. وخلال كلمته بالمناسبة، أشاد الفريق أول محمد بريظ بالتضحيات والجهود الكبيرة التي بذلها المتقاعدون طوال مسيرتهم المهنية في خدمة الوطن، مؤكداً على دورهم الحيوي في تعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة الجنوبية. كما نوه بالانضباط والالتزام الذي أبانوا عنه، والذي ساهم في رفعة القوات المسلحة الملكية.

وتم خلال الحفل توزيع شهادات تقديرية وهدايا رمزية على المتقاعدين، تقديراً لمساهماتهم القيمة. وأعرب عدد من المكرمين عن فخرهم وامتنانهم لهذا التكريم، مؤكدين استعدادهم لمواصلة دعم القضايا الوطنية بصفتهم مواطنين.
اختتم الحفل بكلمة شكر وتقدير من القائد المنطقة الجنوبية، متمنياً للمتقاعدين حياة مدنية مليئة بالصحة والنجاح، مع التأكيد على أن أبواب القوات المسلحة الملكية ستبقى مفتوحة أمامهم كجزء لا يتجزأ من أسرتها الكبيرة.
من هو الفريق أول محمد بريظ الذي عينه محمد السادس مفتشا عاما للقوات المسلحة؟

يُعتبر اللواء محمد بريظ من أبرز القادة العسكريين في المغرب اليوم، ويجسّد مسارًا متدرّجًا بدأه ضابطًا شابًا في سبعينيات القرن الماضي ليصل إلى قمة هرم القيادة العسكرية. وُلد في أسرة أمازيغية متوسطة الحال بمدينة القباب وهي جماعة قروية شبه حضرية تابعة لإقليم خنيفرة ضمن جهة بني ملال خنيفرة [قبيلة ايشقيرن، قبيلة أمازيغية من قبائل الأطلس المتوسط الزايانية، وهي موطن مدينة القباب]، ما منحه منذ طفولته قيم البساطة والاجتهاد والارتباط الوثيق بالمجتمع المحلي، وهي القيم التي طبعت شخصيته العسكرية والإنسانية على حد سواء.
تخرّج اللواء محمد بريظ من الأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس، حيث تلقى تكوينًا عالي المستوى في العلوم العسكرية وفنون القيادة، ثم التحق بالقوات المسلحة الملكية في السبعينيات كضابط ميداني. ومنذ ذلك الحين شغل مناصب متدرّجة في مختلف الوحدات، راكم خلالها خبرة ميدانية وتنظيمية جعلته من القادة القلائل الذين يجمعون بين الصرامة في القرار والقدرة على الإنصات إلى مرؤوسيهم.
بفضل هذا المسار المتميز، حظي بثقة جلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، الذي عيّنه سنة 2023 مفتشًا عامًا للقوات المسلحة الملكية وقائدًا للمنطقة العسكرية الجنوبية خلفًا للجنرال بلخير الفاروق، وهو منصب يترجم حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه ودوره المحوري في تعزيز جاهزية الجيش المغربي وتطوير بنيته التنظيمية والعملياتية.
يشهد رفاقه ومحيطه على إخلاصه للمؤسسة العسكرية ودماثة أخلاقه وطيبوبته في التعامل، إضافة إلى وفائه لمدينته وجذوره الأمازيغية التي يعتز بها، وظل رغم المناصب العليا قريبًا من الناس، حاضرًا بينهم، يحافظ على سمعته كضابط متواضع وصارم في أداء واجبه.
بهذه الخصال والمسيرة، يجسد اللواء محمد بريظ صورة القائد العسكري المغربي العصري: تكوين أكاديمي رفيع، تدرّج مهني صلب، إخلاص للوطن، وتواضع إنساني يمنحه احترام الجميع.
"ذاك الشبل من ذاك الأسد": قبيلة ايشقيرن
قبيلة إشقيرن هي إحدى القبائل الأمازيغية المجاورة لقبائل زيان، والتي شاركت في المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي في الأطلس المتوسط بقيادة موحى أحمو الزياني، وخاصة في معركة الهري عام 1914. وقد انضمت قبائل إشقيرن إلى التحالف القبلي الذي قاد المقاومة ضد الفرنسيين، مما ساهم في تعزيز قوتهم في المعارك ضد الغزاة.

قبيلة أمازيغية من قبائل الأطلس المتوسط الزايانية، وهي موطن مدينة القباب، وتحدها شرقا قبيلة أيت ايحند، وشمالا صف من بطون قبيلة زايان وهي (أيت حمو اوعيسى - أيت ابن احمد - أيت الحسن اوسعيد)، وغربا قبيلة أيت اسحاق، وجنوبا قبيلة أيت حمامة التابعة لاتحادية أيت سخمان، ثم قبيلة أيت يحيى.



وتحتضن هذه القبيلة سد الحنصالي المقام في أعالي وادي ام الربيع الذي يشق أراضيها الشمالية من الشرق الى الغرب
ومن بطون قبيلة ايشقيرن
- أيت مكراز
- أيت سيدي بوعلي
- أيت ايسحاق
- أيت عدي
- أيت بوتاغاط
- أيت سعيد
ومن بلدات قبيلة ايشقيرن

- القباب (قاعدة القبيلة) - أيت بوتاغات - أيت عدي - تيغسالين - دشرة معمر - أيت اسحاق - أيت سعيد - قصبة ايدمكران - قصر بوتافسات - أيت سيدي بوعلي - سيدي يحيى اوسعيد - المـرس - كروشن - أروكو - أضراس - أيت مكراز - أهوينـز - غياث - مولاي يعقوب

معركة الهري.. دروس خالدة في المقاومة والإباء والعزة الوطنية

تقدم ملحمة الهري، دروسا خالدة في المقاومة والإباء والعزة الوطنية، كونها شكلت إحدى أشهر المعارك التي انتصرت فيها إرادة المجاهدين المغاربة، المستندة إلى الحق المشروع، على مظالم سلطات الحماية خلال بدايات مرحلة المقاومة المسلحة.
وقد مثلت تلك المعركة التاريخية محطة مضيئة في مسار المقاومة الباسلة، قادها البطل المقاوم موحا وحمو الزياني رفقة أهل زيان والقبائل الأمازيغية المتحالفة، في أروع صور الاستبسال والتضحية والشهامة والإيمان القوي بوحدة الصف والدفاع عن حوزة الوطن في وجه المحتل، الذي شكلت بالنسبة له فاجعة كبرى دفعته إلى إعادة حساباته، وجعلت المغاربة أكثر إصرارا على التشبث بوحدتهم وتعزيز تضامنهم من أجل تحرير البلاد من الاستعمار ، الذي أدرك حينها أن التحكم في مقدرات البلاد ومصادرة تطلعات الشعب المغربي إلى الحرية لن يقابلاهما سوى تأجيج المقاومة وتقديم مزيد من التضحيات العظام.
وكذلك كانت البداية، إذ بعد أشهر من بسط الجيوش الفرنسية نفوذها على مدينة خنيفرة، وتحت الهجومات والضربات الموجهة إليها من طرف المقاومين، لم تتوقع أن تتكبد كل تلك الخسائر في الأرواح والعتاد بمعركة لهري، حيث سقط أكثر من 680 قتيلا، بينهم 33 ضابطا، وقائدهم الكولونيل لافيردور، علاوة على أزيد من 170 جريحا، بينما غنم المقاومون أسلحة وذخائر حية كثيرة.
كان رد المقاومة عنيفا وأشد بأسا حيث زاد عدد المقاومين بعد انضمام سائر القبائل الزيانية والمجـاورة لها وهـي قبائــل اشقيـرن، آيت اسحـاق، تسكـارت، أيت احند، ايت يحيى، آيت نوح، آيت بومـزوغ، آيت خويا، آيت شارط وآيت بويشي، وتم استخدام كل أساليب القتال من بنادق وخناجر وفؤوس، وقد تحمست كل هذه القبائل لمواجهة المحتل للثأر لنفسها ولزعيم المقاومة موحى وحمو الزياني، وأبانت عن روح قتالية عالية، ومما زاد من دهشة القيادة الاستعمارية، الحضور المكثف والسريع للقبائل رغم المسافات التي تفصل بينها
ولم تقف الخسائر في صفوف المستعمر عند هذا الحد، بل تفاقمت بعدما قام موحى وحمو الزياني في 16 نونبر 1914 ، أي بعد مرور ثلاثة أيام على معركة الهري ، بتصديه بفرقة مكونة من 3 آلاف مجاهد لزحف العقيد «دوكليسيس» الذي كان قادما من تادلة لنجدة وإغاثة ما تبقى من الجنود المقيمين بخنيفرة، وكبده المجاهدون خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
وفي اعتراف مر بهزيمة المستعمر في هذه المعركة، كتب الجنرال غيوم، وهو ضابط فرنسي شارك في الحملة على الأطلس المتوسط، في مؤلفه «البربر المغاربة وتهدئة الأطلس المتوسط 1912 – 1933»، أن القوات الفرنسية «لم تمن قط في شمال إفريقيا بمثل هذه الهزيمة المفجعة»، معتبرا أن المقاتل الزياني «محارب لا نظير له» على خلفية شجاعته النادرة واستخفافه بالموت وهيامه الفطري للاستقلال وكراهته الغريزية لكل توغل أجنبي.
وكانت معركة الهري قد اندلعت بعدما تم احتلال ما كان يسمى في نظر الاستعمار بـ»المغرب النافع»، السهول والهضاب والمدن الرئيسية، وبعدما تمكن الجيش الفرنسي من ربط المغرب الشرقي بنظيره الغربي عبر تازة في ماي 1914، لتتوجه أنظار الإدارة الاستعمارية نحو منطقة الأطلس المتوسط، وبالضبط إلى مدينة خنيفرة لتطويقها وكسر شوكة مقاومتها، في أفق فتح الطريق بين الشمال والجنوب عبر هذه القلعة الصامدة والتي شكلت إحدى المناطق التي اتخذها المقاومون مركزا للكفاح ضد الاستعمار.
وفي غمرة هذه الظرفية التاريخية، انطلقت أولى العمليات العسكرية، وأنيطت مهمة القيادة بالجنرال هنريس الذي اعتمد في سياسته على أسلوب الإغراء، حيث حاول التقرب إلى زعيم المقاومة موحى وحمو الزياني الذي كان يرد بالرفض والتصعيد في مقاومته. حينئذ تبين للمستعمر أن مسألة زيان لا يمكن الحسم فيها إلا عن طريق الخيار العسكري.
وبالفعل، بدأت سلسلة من الهجومات على المنطقة، وترك الحاكم الفرنسي ليوطي للجنرال هنريس كامل الصلاحية واختيار الوقت المناسب لتنفيذ العملية. وقد نجحت القوات الاستعمارية في احتلال مدينة خنيفرة، بعد مواجهات عنيفة، إلا أن الانتصار الذي حققه الفرنسيون لم يمكنهم من إخضاع موحى وحمو الزياني الذي عمد إلى تغيير استراتيجية مقاومته، وإخلاء المدينة المحتلة هروبا من الاستسلام والخضوع، للاعتصام بالجبال المحيطة بخنيفرة وبالضبط بقرية الهري قرب نهر اشبوكة، وذلك في انتظار أن تتغير المعطيات، خاصة وأن أجواء الحرب العالمية الأولى أصبحت تخيم على أوروبا.
وما أن ذاع خبر وصول موحى وحمو الزياني إلى قرية الهري حتى سارعت القيادة الفرنسية إلى تدبير خطة الهجوم المباغت على المجاهدين، غير آبهة بالأهالي الأبرياء من أطفال وشيوخ ونساء. وفي هذا الوقت، قرر الكولونيل لافيردير القيام بهجوم على معسكر الزياني وكان ذلك ليلة 13 نونبر 1914، حيث تم الإعداد له بكل الوسائل الحربية المتطورة وحشد عدد كبير من الجنود.
وتحولت منطقة الهري إلى جحيم من النيران، وسمعت أصوات الانفجارات في كل المناطق المجاورة. وظن قائد الحملة العسكرية على قرية الهري أن النصر صار حليفهم، وأنه وضع حدا لمقاومة الزياني، غير أنه أصيب بخيبة أمل حينما فوجئ برد فعل عنيف من طرف المقاومين.
وبالفعل، كان رد المقاومة عنيفا وأشد بأسا، حيث زاد عدد المقاومين بعد انضمام سائر القبائل الزيانية من اشقيرن، آيت إسحاق، تسكارت، آيت احند، آيت يحيى، آيت نوح، آيت بومزوغ، آيت خويا، آيت شارط وآيت بويشي. وتم استعمال كل أساليب القتال من بنادق وخناجر وفؤوس، وتحمست جل هذه القبائل لمواجهة العدو للثأر لنفسها ولزعيم المقاومة موحى وحمو الزياني، وأبانت عن روح قتالية عالية كبدت المستعمر الفرنسي أشد الخسائر.
لقد شكلت معركة الهري تحديا حقيقيا للغزو الأجنبي وتصديا قويا للمخطط التوسعي الذي ابتغته قوات الاحتلال للسيطرة على الأطلس المتوسط، ليكون الاحتفاء بذكرى هذه المعركة لحظة تاريخية للتأمل والتدبر في مسلسل الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية.
إن إحياء هذه الذكرى يظل وفاء حقيقيا لرجال ونساء المقاومة الذين جسدوا أبهى صور الصمود في وجه المحتل الأجنبي، كما أنها تؤرخ لصفحات من النضال الوطني الذي خاضه أبطال أشداء تصدوا بأنفة وشجاعة لجيوش غازية معززة بأسلحة متطورة، فرغم اختلال التوازن استطاع المجاهدون بإمكانياتهم البسيطة دحر القوات الاستعمارية وتكبيدها أفدح الخسائر.
وإن تخليد هذه الذكرى يعتبر أيضا محطة تتعرف من خلالها الأجيال على ملاحم السلف وتتزود بقيم المواطنة الإيجابية وروح الاعتزاز بالانتماء للوطن.
وستظل معركة الهري الملحمية مفخرة خالدة ضمن سجل التاريخ الوطني التليد، بالنظر لما حققته من انتصارات وبطولات باهرة في مواجهة التوسع الأجنبي ومخططاته الاستعمارية، ممهدة الطريق لمسار كفاحي واصلته المقاومة وجيش التحرير، توج باستقلال المغرب ودحر الاستعمار، والانكباب على بناء الدولة الوطنية الحديثة واستكمال وحدتها الترابية.*
معركة تازيزاوت

معركة تازيزاوت هي معركة وقعت ما بين 20 غشت و10 شتنبر 1932 في جبال الأطلس الكبير بين قبائل أيت سخمان المقاومة والقوات الاستعمارية الفرنسية. قاد هذه المعركة سيدي المكي أمهاوش بن سيدي علي وتكبّد فيها المستعمر الفرنسي خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. شارك في هذه المعركة أيضا قبائل عديدة ، فبالإضافة إلى قبيلة أيت يحيى شاركت قبائل أيت سخمان (أغبالة) وإشقيرن وأيت إيحاند وزيان وأيت إسحاق بقيادة سيدي المكي أمهاوش وإخوته".
هي معركة لا تقل أهمية وحجما عن معركة الهري بالأطلس المتوسط، ومعركة أنوال بالريف، ومعركة بوكافر بالجنوب الشرقي، كبّدت المستعمر الفرنسي خسائر فادحة في الأرواح والعتاد في ثلاثينيات القرن الماضي، وأزهقت فيها أرواح الشهداء، إلى درجة أن معمّرا من أنفكو بإقليم ميدلت قال إنه كانت هناك وديان من الدماء تسيل، نظرا إلى المجزرة التي ارتكبها (أَرُومِّي/ النصراني) في حق المجاهدين؛ إنها معركة تازيزاوت التي دارت رحاها بالأطلس الكبير الشرقي.
موقع المعركة
تقع تازيزاوت في منطقة جبلية تكثر فيها الصخور مع وجود غابات كثيفة وأدغال مشبكة، وتمتاز بوجود التضاريس الوعرة ، وصعوبة في المشي خلالها. تمتد بين قصر تغدوين وأيت حديدو جنوبا وتزي نغيل وتونفيت وسيدي يحيى أيوسف شمالا، وترغيست وأنفكو شرقا وأيت سيدي حسين غربا، وسميت بهذا الاسم بسبب كثرة الأشجار فيها واخضرارها.
القافلة تسير والكلاب تنبح....أحياناً يجب أن توقف القافلة وتلقن الكلب درساً
دائماً ما يقال «القافلة تسير والكلاب تنبح»، أي لا تلتفت لكل ناعق وحاقد يصدح بالهراء فقط من أجل أن تسبب لك الإزعاج، هذه الحكمة غالباً ما نسمعها كنصيحة ممن نعزهم ويعزوننا.
إلا إننا نفكر أحياناً هل فعلاً يجب علينا السكوت عن الكلاب؟
هل في طريق المثالية والاستقامة يستوجب علينا أن نلعب دور من يقدم التضحيات؟
الواقع والافتراض يقول نعم، إنه يجب على الشخص الصالح مهما كان دوره في المجتمع «مواطن، أب، أم، موظف، رئيس، مرؤوس، أو أي شي»، أن لا يلتفت لأي شخص يقف عقبة في طريقه، بل عليه أن يستمر في النظر للأمام ومواصلة المسير للهدف.وأعتقد، أن الأمر ليس بهذا الشكل دائماً، وأن السكوت وغض الطرف عن نباح الكلاب وصياح الحاقد والحاسد أكبر من جرم الكلاب حتى، فهنا لم يعلم الكلب أن اقترابه من القافلة سيعود عليه بالضرر، ولم يتعلم الشخص التافه أن للجميع خطوطاً حمراء لا يجب تجاوزها وإلا فإن الرد سيكون موجعاً وجارحاً في نفس الوقت.
هناك مقولة للإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عنه تقول «حين سكت أهل الحق عن الباطل، توهَّم أهل الباطل أنهم على حق». ليس عليك دائماً أن تسكت عن الحق وليس عليك دائماً أن تستمر في المسير، بل في كثير من الأحيان يجب عليك أن تبادر برد على الكلمة بالصفع ليبقى ألم الذاكرة قبل الجسد ويستيقظ هذا الشخص من غفلته، وأن توقف القافلة وتنزل للكلب لتلقنه درساً يقول «إياك والاقتراب من القافلة واعرف حجمك ومكانك».







تعليقات