نظمت جمعية آباء وامهات وأولياء طلبة المعهد الجماعي للموسيقى تمارة وإدارة المعهد الدورة الرابعة لملتقى أوتار، نهاية الأسبوع الماضي، والذي أشرف عليه بدر مزدهير أستاذ آلة العود بالمعهد الجماعي وكاتب كلمات ملحن و مغني.
وفي هذا الصدد، قال مزدهير، إن ملتقى أوتار لآلة العود الدورة الرابعة، هو برنامج طموح نسعى من خلاله ، أولا لنشر ثقافة موسيقية راقية و ذلك من خلال برامجه المسطرة و ثانيا لتقريب آلة العود و أساليبها المختلفة ليس فقط لرواد و طلبة آلة العود بالمعهد الموسيقي الجماعي لمدينة تمارة و لكن لكل مهتم و عاشق لهذه الآلة المتميزة.
وأضاف أستاذ آلة العود، أن فضل إحداث هذا الملتقى : ملتقى أوتار لآلة العود ، يرجع أولا إلى تبني جمعية آباء و أمهات و أولياء و طلبة المعهد الموسيقي الجماعي لمدينة تمارة هذا المشروع و تسخير كل الإمكانيات المتاحة لإنجاح هذه المبادرة الهادفة و البناءة ، و بطبيعة الحال ، بشراكة مع جماعة تمارة و المتمثلة في إدارة المعهد التي تقف إلى جانب مكتب الجمعية في مبادراتها الثقافية.
و أشار المتحدث إلى أنه في هذه السنة كان لنا و للجمهور موعد مع الدورة الرابعة للملتقى ، بفضل تضافر الجهود، و التي لاقت استحسان و تشجيع جل المستفيدين من البرنامج الذي تم تحديده لهذه السنة ، و الذي عرف إنجاز دورتين تكوينيتين ، الأولى خاصة بالمستوى المتقدم من تأطير الأستاذ معاذ بورواين ، و الثانية خاصة بالمستوى المبتدئ من تأطير الأستاذ جليل محمد علي ،أستاذين من مدينة القنيطرة ، شابين متميزين يشهد لهما بالكفاءة و الإتقان سواء في تدريس آلة العود ، سواء في محاورتهما أوتار آلة العود بكل حب ، و هذا ما عاينه و عاشه معهما الجمهور الذي تابع و حضر أجواء الأمسية الفنية التي اختتم بها برنامج الملتقى ، فقد استمتع الحاضرون مع الأستاذ جليل محمد علي في عزف فردي بداية بتقسيمة تلتها عزف لمعزوفة موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب ، و مباشرة بعده سافر الحاضرون مع الأستاذ معاد بورواين في قطعة من تأليفه الخاص و التي امتزج فيها طبع النغمة و العيطة الجبلية مع الموسيقى الإسبانية ،و التي زادتها أنامل الفنان المبدع الأستاذ معاد بورواين رونقا و جمالا ، تميز و تمكن ملأ صداه أجواء المكان بكل رقي و سمو للفن الجميل.
و الفكرة من انفتاح الملتقى، يقول الفنان، على أطر من خارج فضاء المعهد الموسيقي الجماعي لمدينة تمارة ، هو ليس تقليلا من قدر و قيمة الأطر العاملة بالمعهد ، و التي أبانت على علو كعبها و تمكنها أيضا في مجال تدريس و تلقين آلة العود للطلبة ، بقدر ما هو ، من باب تمكين الطلبة و محبي آلة العود من الإنفتاح على أطر و أساتذة من خارج فضاء المعهد الموسيقي الجماعي لمدينة تمارة و الجمهوركذلك من أساليب مختلفة و مغايرة عن ما يباشروه من لذن الأساتذة المؤطرين و المشتغلين أساسا بالمعهد الجماعي لمدينة تمارة.
ولفت مزدهير، إلى أنه في هذا الإطار ، عرف الملتقى في دورته الأولى ، كإنطلاقا لدورته الأولى ، مشاركة للأستاذ محمد شروق ممثلا لمدينة الدار البيضاء ، و الذي ساهم في تأطير دورة تكوينية ،شهد جل من تابع أطوارها بعلو كعبه في التأطير و تلقين تقنيات العزف على آلة العود ، و الحديث هنا عن حصة جماعية و ليس في حصة تلقين و تأطير فردي، و كذلك ساهم في إنجاح الأمسية الفنية التي قدم فيها عزفا جسد فيه تقنياته و تمكنه في بلورة كم من الأنغام المبهرة تفاعل معها الجمهور بشكل لافت ، و مما زاد الحفل حلة و بهاء ، هو انسجام بالغ بين الأستاذ محمد شروق و الفنان صاحب الصوت الدافئ و الشجي ،و الحديث هنا على الفنان مصطفى الإدريسي محافظ جوق مواهب مع الكبير عبد النبي الجيراري ، و المعروف في الوسط الفني بإتقانه أداء أغاني الفنان الكبير فريد الأطرش ، و الذي استمتع الحاضرون لكشكول من الروائع لهذا الفنان الكبير .و كان للحاضرين موعد كذلك مع هرم من أهرامات آلة العود بالمغرب ، الفنان الكبير و المبدع الذي جمع بين الموهبة و العلم و الإبداع ، و الحديث هنا على الأستاذ الكبير عزالدين منتصر ، أستاذ الأساتذة ، فالكثير ممن تتلمذوا على يديه هم الآن بدورهم يحملون المشعل في التدريس و كذلك في إغناء الساحة الفنية الموسيقية بالمغرب ،فقد كان للجمهور فرصة الإستمتاع مع الأستاذ عزالدين منتصر في وصلات من عزف منفرد ، جمعت بين التقاسيم و القطع الموسيقى الرائعة. و قد كان لنا لقاء للإعتراف كذلك في إطار حفل تكريم للأستاذ الجليل و المعطاء ، و قيدوم أساتذة آلة العود بالمعهد الموسيقي الجماعي تمارة ، الأستاذ حسن بنموسى ، أستاذ يشهد له بالكفاءة العالية و سعة صبره على طلابه ، أستاذ معروف في الوسط الفني شارك و أسس مجموعات موسيقية مختلفة ، و كذلك شارك بدوره في وصلة من عزف منفرد أخد فيها و من خلالها الحاضرين إلى دنيا من الخيال مفعمة بالإحساس الراقي و الجميل.
وعودة إلى الدورة الرابعة لهذه السنة ، يؤكد المتحدث، و في الأمسية الفنية كان للجمهور موعد مع عزف جماعي لمجموعة من العازفين لآلة العود و المكونة من 14 عازفا و عازفة من تأطير الأستاذ بدر مزدهير ، قدموا عرضا جماعيا بعزف متناسق و قوي لقطعتين موسيقيتين من لون السماعي تخللتهما أربع تقاسيم و كذلك بتوزيع جميل أضاف للمعزوفات رونقا خاصا تجاوب معه الجمهور بالتصفيق و الوقوف احتراما لما قدمته مجموعة أوتار المكونة كما أشرت من طلبة المعهد الموسيقي الجماعي لمدينة تمارة
و عبر المتحدث، أن أمل في إنجاح دورات أخرى مستقبلا ، و لما لا الإنفتاح على مؤسسات و متدخلين آخرين ، و لما لا حتى على الصعيد ليس فقط الوطني بل العربي ، و أود قبل الختم أن نشيد بالمجهود المبذول من طرف كل من ساهم في هذا الملتقى بداية في شخص الأستاذ بدرمزذهير المشرف العام على هذا الملتقى و كذلك مكتب جمعية آباء و أمهات و أولياء و طلبة المعهد و أيضا إدارة المعهد الموسيقي الجماعي لمدينة تمارة ، لا على مستوى التنظيم و كذلك في التنسيق مع كل المشاركين.
Comments