تمت يوم الأربعاء 12 شتنبر، مساءلة وزارة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوربي والتعاون الإسبانية، حول وضع النساء الصحراويات اللواتي تحمل بعضهن الجنسية الإسبانية ويتم احتجازهن ضد إرادتهن في مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري.
فقد استقبل اليوم الأربعاء بمدريد أعضاء في جمعية “ليبرتاد إس سو ديريشو” (الحرية هي حقك) وهي جمعية إسبانية تندد باختطاف العشرات من النساء واحتجازهن ضد إرادتهن بمخيمات تندوف من طرف كاتب الدولة الإسباني في الشؤون الخارجية فرناندو مارتان فالينسويلا.
وأثارت إليسا بافون المتحدثة باسم جمعية “ليبرتاد إس سو ديريشو” خلال هذا اللقاء مآل الشكاية المقدمة حول هذا الموضوع أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وكذا النداء الذي وجهته لجنة العرائض بالبرلمان الأوربي إلى المؤسسات والهيئات الأوربية من أجل التحرك ضد انتهاكات حقوق الإنسان التي تمارس بتواطؤ مع البوليساريو.
وقالت السيدة إليسا بافون في تصريحات لوكالة (أوروبا برس) إنها أكدت للمسؤول الإسباني خلال هذا اللقاء على ضرورة تذكير الحكومة الجزائرية بمسؤوليتها في ضمان احترام حقوق الإنسان خاصة بالنسبة للنساء الصحراويات المحتجزات في مخيمات تندوف التي تقع فوق التراب الجزائري.
ودعت الحكومة الإسبانية إلى اتخاذ تدابير عاجلة من أجل الإفراج عن النساء المحتجزات منذ سنوات واللواتي تحمل بعضهن الجنسية الإسبانية.
وحسب السيدة بافون فإن كاتب الدولة الإسباني في الشؤون الخارجية أشار خلال هذا اللقاء إلى أن الأمر يتعلق بـ “وضعية معقدة”، مشيرا إلى أن البحث عن حل لحالات النساء المحتجزات في مخيمات تندوف يواجه العديد من الصعوبات.
وأضافت أن فرناندو مارتان فالينسويلا تعهد بالحفاظ على اتصال “مباشر ومتواصل” عبر آلية خاصة مع الأسر التي تتبنى الفتيات الصحراويات المحتجزات في مخيمات تندوف.
وقالت السيدة بافون إن كاتب الدولة الإسباني في الشؤون الخارجية، حث أعضاء جمعية “ليبرتاد إس سو ديريشو” على مواصلة نضالهم من أجل الدفاع عن احترام حقوق المرأة.
وللتذكير فقد تمت مساءلة مجلس النواب الإسباني (الغرفة السفلى للبرلمان) عام 2017 بشأن حالات أزيد من مائة شابة صحراوية تم اختطافهن واحتجازهن ضد رغبتهن وإرادتهن في مخيمات تندوف فوق الأراضي الجزائرية .
وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” قد وجهت انتقادات للبوليساريو بسبب انتهاكاتها المسترسلة لحقوق الإنسان الأساسية ومن أهمها حرية التنقل فيما يتعلق بقضية معلومة موراليس وهي إحدى الشابات الصحراويات المختطفات التي تم احتجازها ضدا على إرادتها في مخيمات تندوف.
وقد أمضت هؤلاء النسوة اللواتي غادرن مخيمات تندوف للدراسة في إسبانيا أكثر من نصف حياتهن لدى أسر إسبانية تبنتهن قبل أن يتم اختطافهن لدى عودتهن إلى المخيمات أثناء زيارة عائلاتهن.
من بينيدا الإسبانية: التحالف الدولي ” بلا حدود ” للحقوق والحريات .
نددت عائشة الكرجي، رئيسة التحالف الدولي للحقوق والحريات، بالانتهاكات الحقوقية لجبهة البوليزاريو على أرض الجزائر، خصوصا وأن عدد المحتجزات الإسبانيات يقدر بالمئات .
وطالبت الكرجي بضرورة تحمل الحكومة الإسبانية مسؤلياتها في إجبار البوليزاريو، التي تحظى بدعم الجزائر، على احترام حقوق الإسبانيات المحتجزات بمخيمات العار، وإرجاعهم إلى عائلاتهم بإسبانيا .
واستغربت رئيسة التحالف الدولي، عدم تفاعل الحكومة الإسبانية مع معانات عائلات المحتجزات ، مطالبة بضرورة تدخل هذه الأخيرة لوضع حد للانتهاكات الحقوقية لجبهة البوليزاريو ، التي تستفيد من مساعدات دافعي الضرائب بشبه الجزيرة الإيبيرية .
وأكدت الفاعلة الحقوقية عائشة الكرجي، أن التحالف لن يفوت الفرصة دون فضح كل الإنتهاكات التي تقوم بها جبهة البوليزاريو داخل التراب الجزائري وخارجه ، مطالبة كل الهيئات المدنية والسياسية الإسبانية بتحمل مسؤلياتها ، خصوصا بعد التأكد من وجود روابط متينة بين الجبهة وهيآت ترعى الإرهاب، مثل حزب الله وإيران .
من بريشا…ملتقى حول مأساة النساء المحتجزات في تندوف
بتنظيم من فعاليات جمعوية مغربية بمدينة بريشا وبشراكة مع هيئة رسمية محلية، تشهد بلدة “غاردوني فال ترومبيا” صباح يوم غد السبت ملتقى حول مأساة النساء اللاجئات في حوض البحر الأبيض المتوسط، بحضور الناشطة الإسبانية “إيليزا بافون موليرو” التي تقود حملة دولية للمطالبة بإطلاق سراح النساء المحتجزات في مخيمات تندوف بالأراضي الجزائرية.
الملتقى الذي تنظمه جمعية “معا” التي تترأسها الفاعلة المغربية نعيمة دوضاغ بشراكة مع هيئة “الساكنة الجبلية” Comunità montana وهي هيئة رسمية تهتم بتنمية الأقاليم الجبلية الإيطالية، ستنطلق أشغاله بمقر ذات الهيئة الإيطالية ابتداء من الساعة العاشرة صباحا من يوم غد السبت وبمشاركة ثلاث مسؤولات محليات بمدينة بريشا إضافة إلى الناشطة الإسبانية، وتسيره الصحفية “أنّا ديلا موريتا”.
للإشارة فإن الناشطة الإسبانية “إيليزا بافون موليرو” تقود حملة دولية رفقة مجموعة من الفاعليات الإسبانيات في إطار هيئة “الأرضية المواطنة” منذ سنوات من خلال عريضة مقدمة للحكومة الإسبانية والبرلمان الأوروبي تطالب من خلالها برفع المأساة عن النساء المحتجزات في مخيمات تندوف واللواتي يحمل بعضهن الجنسية الإسبانية لتمكينهن من العودة إلى إسبانيا.
Comentarios