top of page
Photo du rédacteurAA

مؤتمر برلين 1885 – 2020 التاريخ يعيد نفسه، و عبد المجيد “تبون” دعى نفسه


مؤتمر برلين 1885: اجتمعت عدّة ظروف محلية وعالمية ساهمت في انعقاد مؤتمر برلين، وعموما فإن انعقاد المؤتمر ما هو إلا انعكاس لتلك العلاقات الأوروبية المتدهورة، والتي أخذت صبغة التنافس والصراع في أوروبا، خاصة بعد الحروب القومية في إيطاليا وألمانيا، ومنه يتبين أن الدول الأوروبية قامت بتصدير مشاكلها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ، إلى إفريقيا عموما والكونغو خصوصا، حيث كانت إفريقيا بمثابة محطة خضعت لأطماع تلك الدول الإمبريالية الكبرى، و سارعت كل دولة لأخذ نصيبها ووضع حد للتنافس والاصطدام الذي كاد يكون لولا تدخل المانيا بقيادة زعيمها بسمارك الذي عمدّ إلى ضرورة عقد مؤتمر لتوضيح ترسيم معالم الاستعمار ووضع حد للاصطدام بين القوى المتصارعة، فكان مؤتمر برلين(1884_ 1885م) نقطة تحوّل لتقسيم القارة الإفريقية.

مؤتمر برلين  أو “مؤتمر الكونغو” في 1884–1885 نظـَّم الاستعمار الأوروبي والتجارة في أفريقيا أثناء فترة الإمبريالية الجديدة، وتزامن مع البروز المفاجئ لألمانيا كقوة إمبراطورية. وقد دعت إليه البرتغال ونظمه أوتو فون بسمارك، أول مستشار لألمانيا، ونتيجته، القانون العام لمؤتمر برلين، كثيراً ما يـُنظـَر إليه كتقنين لظاهرة التدافع على أفريقيا. وقد انعقد المؤتمر في فترة من النشاط الاستعماري المتزايد من جانب القوى الأوروبية، بينما في وقت نفسه كانت تلك القوى تقضي على أي صيغ من الحكم الذاتي الأفريقي وتقرير المصير.


التاريخ يعيد نفسه

مؤتمر برلين  2020

الكونغو: دعيت في آخر لحظة،

الجزائر: لم تكن مدعوة للمؤتمر رغم حدودها الطويلة مع ليبيا (نحو 1000 كلم)

الجزائر لم تستدعى لمؤتمر برلين، عبد المجيد “تبون” دعي نفسه

اﻷﻃـﺮاف اﻟﻤﺘﻀـﺮرة ﺑﺼـﻮرة ﻣﺒﺎﺷـﺮة من الأزمة الليبية، شرقا مصر، غرباً في تونس والجزائر، وجنوباً في السودان وتشاد بل ودول الصحراء. المغرب و تونس مستغربون بشدة إقصاءهما من مؤتمر برلين حول ليبيا في حوار مطوّل لسفير تونس في ألمانيا “أحمد شفرة” لموقع DW، كشف عن تفاصيل الموقف التونسي من الأزمة الليبية، ودواعي استغراب تونس من الموقف الألماني بشأن عقد مؤتمر برلين، وعما إذا كان هنالك “فيتو” على مشاركة تونس.

وقال السفير إن تونس تلقت بإستغراب كبير البيان الذي صدر بشأن مؤتمر برلين المخصص للأزمة الليبية وعدم مشاركتها فيه. وقال ”لقد فاجأنها هذا الأمر بشكل كبير لأن تونس هي أكبر بلد مهتم بالوضع في ليبيا وهي أكثر بلد متضرر مما يجري في هذا البلد الجار. لقد تلقينا الأمر باستغراب ودهشة كبيرة، وما أثار دهشتنا أكثر كونه يأتي من ألمانيا الشريك الذي تربطه بتونس علاقات جيدة وممتازة وقائمة على الثقة، وهي علاقات عريقة إذ كانت تونس سنة 1965 الدولة العربية الوحيدة التي لم تقطع علاقاتها بألمانيا (الغربية آنذاك).. ولذلك نستغرب اليوم أن تكون تونس البلد الوحيد الذي يتم إقصاؤه ومن طرف من؟ من طرف ألمانيا!.”.

وفي إجابة عن ما إذا كان هذا القرار لم تسبقه أي اتصالات وحيثيات تساعد على فهم حيثياته، أجاب سفير تونس ”فعلا تمت اتصالات بين الجانبين وعلى أعلى مستوى، وهنالك مساعٍ حثيثة جرت منذ انطلاق المسار التحضيري لمؤتمر برلين. فقد سعت تونس لحث ألمانيا وتحسيسها بأهمية دور دول الجوار، باعتبارها أكثر الدول المتضررة من الأزمة الليبية. وقامت الديبلوماسية التونسية بنشاط كبير على جميع المستويات. ولا أكشف سرا عندما أقول بأن اللقاء الذي جمع فخامة الرئيس قيس سعيد بوزير خارجية ألمانيا السيد هايكو ماس، الذي كان أول مسؤول أجنبي كبير يستقبله الرئيس التونسي بعد تسلمه مهامه، وفي لقائهما كانت حصة الأسد من المحادثات حول الملف الليبي، وأعتقد أن الجانب الألماني كان مدركا لأهمية هذا الملف بالنسبة لتونس وللرأي العام التونسي بالخصوص.”

وتابع ”لحد الآن لم نفهم ولم نتفهم هذا الموقف، ولم نفهم أي توضيحات أو مبررات بشأن إقصاء تونس، وما قدم للجانب التونسي غير مقنع. لأن دور تونس وما تحظى به من ثقة لدى الليبيين، أمر معروف. كما أن أطرافا ودولا عديدة دعت إلى إشراك تونس في مسار برلين، باعتبرها دولة جوار. ومن المهم التنويه هنا إلى أن جانبا كبيرا من التحديات الإقتصادية والأمنية التي تواجهها تونس، مصدرها ليبيا. ولذلك فان تونس تدفع أكبر قدر من الثمن جراء الوضع المتردي والمتدهور في ليبيا.”

وأضاف قائلا ”الجانب الألماني نفسه يدرك أن تونس وفرت له كل الإمكانيات، مثل ظروف العمل والتشجيعات والحوافز لوكالة التعاون الألماني GIZ على الشأن الليبي من تونس. كما أن إقصاء تونس لا يتناسب مع وضعها حاليا كعضو (غير دائم) في مجلس الأمن الدولي، وهنالك اتفاق تم بين تونس وألمانيا على العمل سويًّا للتعاطي مع مختلف الملفات الإقليمية والدويلة المطروحة. ولا أخفي خشيتي من أن تكون لهذا الموضوع تداعيات لدى الرأي العام التونسي.”

وأضاف قائلا ”نحن لا نريد أن يتسبب الموقف الألماني وإقصاء تونس من مؤتمر برلين، في المسّ بصورة ألمانيا وما تحظى به من تقدير وإحترام كبيرين في تونس. وأريد ان أوضح هنا بأن الشأن الليبي في تونس ليس فقط شأن السياسيين بل هو شأن عام يهتم به الرأي العام التونسي بشكل واسع، لأنه ملف هام جدا بالنسبة للتونسيين. نحن نواصل محاولاتنا وتضيح الأمور، ولكننا فعلا مستغربون جدا مما يجري.”

كما تابع القول ”صراحة لا نريد أن نعتقد بأن هنالك ضغوطا على ألمانيا من أي طرف كان، ولا نتصور أنها يمكنها أن تخضع لمثل هذه الضغوط” مشيرا إلى أن ألمانيا ”تريد وتشجع على عالم متعدد الأقطاب Multilateralism في العلاقات الدولية” واستدرك ”ها إننا نجدها الآن تقصي طرفا مهما وفاعلا في الملف المطروح إقليميا ودوليا””.

وختم الحوار بالقول إن تونس ملتزمة بالشرعية الدولية وبما أقرته الأمم المتحدة بشأن الأزمة الليبية، مشددا ”إذا كان التمسك بهكذا موقف يؤدي إلى دفع ثمن، فعلى الدنيا السلام. لكن أود التأكيد بأن نهج التمسك بالشرعية الدولية خيار ثابت في الديبلوماسية التونسية”.

إقرأ أيضا:



0 vue0 commentaire

コメント


bottom of page