في الآونة الأخيرة اشتهر الغرب بقدرتهم وذكائهم العلمي الكبير، فاخترعوا الكثير من الآلات، والأجهزة، والبرامج الحاسوبية التي ساعدت المجتمع في التقدم، ولكن العرب لهم الفضل الأول في تطوير العلم بزمن ابن سينا وابن هيثم وابن فرناس وغيرهم، ولكنهم لم يكملوه فاستغل الغرب ذلك وأكملوه فأصبحوا هم علمياً متقدمين أكثر من العرب.
وزيرة خارجية النمسا تتحدث باللغة العربية في خطابها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة
برز أخيراً استخدام الحروف العربية من جانب بعض النجوم الغربيين في سياق التزّين، مثل الوشمين اللذين وضعهما المغني البريطاني زين مالِك بأحرف عربية.
ولا يعد استخدام الحرف العربي أداة تصميم جديدة، إذ إنه كان يُستخدم أداة اتصال في السابق.
وذكر رفيق المنسي، المؤلّف والمُحاضر في الجامعة الأميركية بالقاهرة، في موقع مجلة «سماش» المختصة بالتصميم الإلكتروني، أن الحرف العربي تطوّر في فترة ما بعد ظهور الإسلام، من محض أداة اتصال، ليقوم بوظائف عدة في التصميم المعماري والتزيين وحتى تصميم العُملات المعدنية، وهذا نظراً إلى «حاجة المسلمين إلى تفادي الصور التي كانت تُستخدم كأوثان في فترة ما قبل الإسلام».
وازدادت أخيراً شعبية الوشم بالأحرف العربية، حتى وإن لم يكن صاحب الوشم مُدركاً معناها، مثلما حدث عندما نشرت الممثلة الأميركية ليندزي لوهان صورة مكتوب عليها «أنت جميل» بالإنكليزية (you’re beautiful)، وحملت الترجمة العربية معنى مختلفاً تماماً، إذ كتبت: «أنت حمار».
وقالت مجلة «ذي إسلامِك منثلي» الأميركية أن «النظرة الغربية مفتونة بالعربية كلُغة كلاماً وكتابةً، لكنها أيضاً مرعوبة منها». وأضافت: «العربية مُرعبة عندما ترمز إلى ديانة أو شعب أو بلد. لكنها مُثيرة عندما تُزيّن قميصاً».
وأشارت إلى أن «العربية تُمثل تهديداً عندما يصيح بها رجالٌ يرتدون عمامات في أفلام مثل أميركان سنايبر (American Sniper)، إلا أنها تُعد مميزة ومُجارية الموضة عندما يضعُها زين مالِك وشماً على صدره».
ونقلت المجلة عن المُنظّر السياسي والسيكولوجي، فرانتز فانون، قوله أن «المخاوف تظهر أحياناً كثيرة في شكل اشتهاء، فيكون الشيء الذي نرتعب منه هو ذاته الذي نشتهيه»، ما تربطه «إسلامِك منثلي» بدراسات كولونيالية عن شعور الغرب بالتهديد من «الشخصية الاستشراقية» وفي الوقت نفسه الشعور بالانجذاب إليها.
وقال مراقبون أن استخدام الحروف العربية يأتي في إطار ممارسة تُسمى «الاستحواذ الثقافي». وأوضح موقع «هافينغتون بوست»، أنه عندما يُمارس فرد من الغالبية في المجتمع الغربي رموز هذه الثقافة (العربية) الأقلّوية، يتم الاحتفاء به مثلما تم الاحتفاء بزين مالِك وبوشمه، بعبارة أخرى، تُصبح ثقافة جماعات الأقليّات سلاحاً آخر في يد جماعات الغالبية لتكريس الأمر الواقع وتعميق التهميش الذي تعيشه الأقليات.
وعلى سبيل المثل، عندما يتحدَّث الأميركي أو البريطاني من أصول عربية اللغة العربية في مكان عام، قد يتعرّض للاضطهاد، مثلما حصل مع ماهر خليل وأنس أياد عندما مُنعا من استقلال طائرة لمجرد أنهما تحدثا بالعربية. في المقابل إذا تحدَّث أوروبي العربية، مثلما يفعل السفير البريطاني في القاهرة جون كاسن، يتم الاحتفاء به، كما يُحتفى بالمغنية الأميركية سيلينا غوميز التي اتخذت وشماً يقول بالعربية «أحب نفسك أولاً». وعندما يرتدي الإسرائيليون الكوفيّة (وهي عربية أصلاً) تُعتبر تعبيراً أصيلاً عن الثقافة، بينما عندما يرتديها الفلسطينيون تُعد رمزاً للمقاومة.
Comentarios