الى متى سيستمر النظام الجزائري في هذا السلوك المستاء تجاه بلد أخ وجار الذي لم يدخر شيئا للقيام بيه لمساعدة الجزائر خلال حرب الاستقلال. لن يمر يوم دون ان تقوم الحكومات الجزائرية المتعاقبة، وليس تعاقب عن طريقة الديمقراطية، وإنما بتعين من طرف حكام الجيش الجزائري يظهرون أسنانهم لإخوانهم و جرانهم ككلاب مصابون بالجنون
كيف أن هؤلاء القادة الجزائريين يمكن لهم العيش بذاكرة قصيرة حتى ينسوا أن مدينة وجدة كانت تحتضن و بمثابة معقل و قاعدة خلفية لجبهة التحرير الوطني. في ما يتعلق بالذكرى القصيرة للقادة الجزائريين، فإن المثال قد طرحه للتو وزير خارجيتها، السيد عبد القادر امساهل، الذي نسي أن رئيسه بوتفليقة ولد في يوم 2 مارس 1937 في مدينة وجدة و ترعرع في المغرب.
بعد استقلال المغرب، انضم مقاتلين شرسين من أعضاء المقاومة المغاربة إلى جبهة التحرير الوطني من اجل القتال مع إخوتهم الاستعمار الفرنسي. لكن بالتأكيد السيد عبد القادر امساهل إما قد نسي هذا الجزء من التاريخ أو أنه لا يعرف حقا تاريخ بلده.
لا يجهل احد أن الحكومة الجزائرية لم تتمكن من ابتلاع العديد من المشاريع التي قام بها المغرب بالشراكة مع أوروبا، على سبيل المثال لا الحصر إنشاء مصنع بيجو – سيتروين. مصابة بالغيرة من قبل السياسة المغربية في مجال الجاذبية الاقتصادية لم تجد الدبلوماسية الجزائرية شيئا سوى تصنيف المملكة كمنطقة للتجارة الحرة. قد شعر السيد امساهل بالحرج الشديد الناجم عن الهجمة السياسية والدبلوماسية والاقتصادية المغربية الناجحة في افريقيا ، لم يجد أي شيء أفضل من اتهام المغرب بتبييض أموال الحشيش متجاهلا أن قرقوبي” بلده يغزوا جميع بلدان المنطقة..”
لقد آن الأوان للقادة الجزائريين أن يرجعوا إلى رشدهم وأن يفتحوا الحدود حتى يمكن تجديد صلات الأخوة و المحبة وحسن الجوار بين شعبيين شقيقين يتقاسمان نفس اللغة والدين ولهما نفس الروابط العرقية.
لقد آن الأوان ليدركوا القادة الجزائريون أن مسيرة المغرب في الميدان الاقتصادي أو من حيث استكمال سيادته الترابية أمر لا رجعة فيه. فليتوقفوا عن توجيه اتهامات كاذبة إلى جارهم الذي كان دائما معروفا، في الماضي، رغم ضغوط فرنسا وتهديداتها، بالاستقبال والترحيب الحار لرئيس الحكومة الجزائرية المؤقتة، فرحات عباس. . على السيد امساهل النظر في التاريخ ويضع حد لتصريحاته التي بعضها البعض يتميز بالغباوة المراهقة السياسية. في هذا التاريخ سوف يجد أن المطالب الجزائرية للاستقلال كانت دائما ،في ذلك الوقت، أولوية أولويات المغرب. الشيئ الذي لم يكن من ذوق فرنسا. و بأسباب هذه المواقف المنحازة و المؤيدة تماما للجزائر فقد حرم المغرب على الصعيدين الداخلي والخارجي، من إقامة علاقات ممتازة مع ذلك البلد القوي – فرنسا- الشيء الذي كان بإمكانه أن يخدم مصالح المملكة ويساهم إسهاما كبيرا في تنميتها الاقتصادية.
إذا كانت حكومات الجنرالات الجزائريين لا تستطيع أن تفعل شيئا لصالح بلدهم من حيث التنمية، و ذلك بالرغم من الثروة الجزائرية الهائلة في النفط والغاز، فلتكف عن خرحاتها البغيضة التي لا تزيد سوي من اتساع الفجوة بين شعبين كانا دائما أشقاء في الماضي، وستستمر أخوتهم و محبتهم إلى الأبد.
Comentários