معرفة الحجم الحقيقي الذي أنت عليه، فمقاسات وبُعد الصورة في المرآة ليست حقيقية
عاش النظام العسكري الجزائري ليلة سوداء وتحول إلى أضحوكة، بعد رفض ملف “القوة الضاربة” للانضمام لمجموعة “بريكس”، خصوصا بعد تصريحات تبون التي جعلت الجزائريين يعيشون في وهم كبير، مصدقين أسطورة “القوة الإقليمية” و”الجزائر القارة”، قبل أن يستفيقوا على وقع سماع الحقيقة من جوهانسبورغ، عاصمة حليفهم الجنوب إفريقي.
"رفقا بنا يا لافروف..." عبد الرزاق مقري، الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم الجزائرية
عبد الرزاق مقري، الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم الجزائرية، وتعليقا على سقطة الجزائر وفضيحتها المدوية، نشر تدوينة على صفحته الفايسبوكية، جاء فيها:”رفقا بنا يا لافروف…لافروف يقول بأن المعايير التي أخذت في الاعتبار لدى مناقشة توسع مجموعة البريكس كانت تشمل “وزن وهيبة الدولة ومواقفها في الساحة الدولية”. وأضاف قائلا:”يعني، حسب أصحابنا الروس، “احنا لا وزن ولا هيبة ولا مواقف”.
قال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوزا (حليف الجزائر) اليوم الخميس (24 غشت 2023) إن مجموعة دول بريكس قررت دعوة ست دول لعضويتها.
وقال رامابوزا خلال قمة للمجموعة في جوهانسبورغ "لقد قررنا دعوة جمهورية الأرجنتين، وجمهورية مصر العربية، وجمهورية إثيوبيا الديموقراطية الاتحادية، وجمهورية إيران الإسلامية، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، لتصبح أعضاء كاملي العضوية في مجموعة بريكس". وأضاف أن العضوية "ستدخل حيز التنفيذ اعتبارا من الأول من يناير 2024".
وكتب رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد على حسابه بمنصة إكس "نقدر موافقة قادة مجموعة بريكس على ضم دولة الإمارات العربية المتحدة إلى هذه المجموعة المهمة".
وقال أبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا في منشور على منصة إكس إن قرار مجموعة بريكس دعوة إثيوبيا للانضمام إليها "لحظة عظيمة".
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في بيان بعد دعوة بريكس بلاده بالانضمام إلى عضويتها، إن مصر تتطلع للعمل على "إعلاء صوت دول الجنوب إزاء مختلف القضايا والتحديات التنموية التي تواجهنا، بما يدعم حقوق ومصالح الدول النامية". وقال السيسي "أثمن إعلان تجمع بريكس دعوة مصر للانضمام لعضويته اعتبارا من يناير 2024 ونعتز بثقة دول التجمع كافة التي تربطنا بها علاقات وثيقة، ونتطلع للتعاون والتنسيق معها خلال الفترة المقبلة".
الجزائر دولة وظيفية؛ هذا ملخص كلام ديغول مهندس هذه الدولة وصانعها:
"هناك قضية الصحراء، فيما يخص قضية الصحراء، طريقة تعاطينا مع الموضوع هي المحافظة على مصالحنا وعلى الواقع على الأرض، ماهي مصالحنا؟ مصالحنا هي حرية استغلال موارج البترول والغاز التي اكتشفناها والتي قد نكتشفها، وهي أيضا الحصول على مدرج للطيران وحقوق التنقل والتواصل مع إفريقيا السوداء (...) لكن ما يهمنا في الأخير من أي اتفاقات محتملة هو إلحاق يحافظ على مصالحنا".
"جار السوء" والاستثمار في الإرهاب والانفصال
يرصد حكام الجزائر، وعلى مدى العقود الستة، عائدات النفط والغاز لزعزعة استقرار دول الجوار عبر دعم الحركات الانفصالية بالمال والسلاح والدبلوماسية، وكذا التواطؤ مع التنظيمات الإرهابية لنفس الأهداف.
نظام الجزائر يناور لإحكام القبضة على سيادة تونس ..
دعا السفير التونسي السابق إلياس القصري إلى مراجعة العلاقة التي اعتبر أنها غير متكافئة مع الجزائر، منتقدا الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية التونسي، نبيل عمار، إلى الجزائر لشرح موقف بلاده من التطبيع.
وانتقد القصري التعتيم الإعلامي الذي اعتمدته السلطات التونسية حول زيارة عمار إلى الجزائر، مشيرا إلى بعض التفسيرات غير الرسمية التي تتحدث عن “انزعاج” الجزائر من توجه تونس نحو إعادة العلاقات التي تشهد فتورا مع المغرب، وسعيها نحو التطبيع مع إسرائيل.
أثارت زيارة نبيل عمار، وزير الخارجية التونسي، إلى الجزائر، مجموعة من التكهنات والتساؤلات حول رهانها وسياقها الذي تزامن مع تصريحات جزائرية “تحذر من انضمام تونس إلى اتفاقيات أبراهام التي تضم المغرب”؛ فقد زعم عبد القادر بن قرينة، رئيس حركة البناء الوطني الجزائرية، بـ”وجود نوايا تطبيعية مرتقبة بين تونس وإسرائيل”، قبل أن يتراجع عن هذه التصريحات إثر بيان للحركة، قالت فيه إن دافع تصريحات زعيمها هو “الإشفاق على الشقيقة العزيزة تونس حتى لا تقع تحت طائلة ابتزاز من بعض الجهات التي لا تريد الخير للأمة العربية والمنطقة المغاربية” وفق تعبير البيان ذاته.
وكانت الرئاسة التونسية قد ذكرت، في بيان لها، أن وزير الخارجية التونسي حل بالعاصمة الجزائرية بصفته “مبعوثا خاصا من الرئيس قيس سعيد وحاملا رسالة إلى الرئيس عبد المجيد تبون”؛ فيما انتقد الدبلوماسي الأسبق إلياس القصيري هذه الزيارة، مشيرا إلى بعض التفسيرات التي فسرت استدعاء قصر المرادية لعمار بـ”تخوف الجزائر من تقارب تونسي محتمل مع كل من المغرب وإسرائيل”، وفق ما أفادت به وسائل إعلام.
المصادر ذاتها نقلت عن القصيري قوله إن “الدبلوماسية التونسية ارتكبت العديد من الأخطاء؛ أبرزها الميل المفرط نحو الجزائر، والعلاقات غير المتكافئة مع هذا الجار”، مشيرا في الوقت ذاته إلى “ضرورة مراجعة تونس لعلاقاتها مع جيرانها المغاربيين بما يتيح لها مساحة أكبر من المناورة للحفاظ على مصالحها وسيادتها”.
وفي وقت لم يتم فيه الكشف عن فحوى الرسالة التي حملها نبيل عمار إلى تبون ولا عن طبيعة المحادثات التي جمعت الطرفين، يرى محللون أن التوجس الجزائري من أي تقارب محتمل مع الدول الموقعة على اتفاقيات أبراهام، خاصة المغرب، يفسر في جزء كبير منه أسباب هذه الزيارة؛ فيما شدد آخرون على أن النظام الجزائري إنما يحاول تقويض أي تطور في العلاقات بين تونس ومحيطها المغاربي، مستغلا في ذلك ملف التطبيع الذي ما فتئ يوظفه لتخويف الداخل والخارج على حد سواء.
موقف حرج وإهانات
وليد كبير، صحافي جزائري معارض، قال إن “هذه الزيارة تأتي في إطار سعي نظام قيس سعيد إلى عدم إغضاب النظام الجزائري على خلفية تقارب هذا الأول مع دولة الإمارات العربية المتحدة في ظل ترويج العسكر لقرب تطبيع تونس لعلاقاتها مع إسرائيل؛ وهو ما سيضع الجزائر إن حدث، في موقف حرج ذلك أنها تستعمل هذا الملف في صراعها مع المغرب”.
وأضاف كبير أن “الرئيس التونسي الحالي حول تونس إلى ولاية تابعة للجزائر بتماهيه مع الأطروحات الجزائرية في عدد من الملفات الإقليمية”؛ غير أنه أردف قائلا: “قيس سعيد اليوم بدأ يدرك أنه سيخسر أكثر مما سيربح بتحالفه مع النظام الجزائري الذي يجره إلى اتخاذ مواقف تحيد عن سياسة تونس الخارجية، خاصة فيما يخص قضية الصحراء المغربية”.
وتعليقا على كلام الدبلوماسي التونسي السابق إلياس قصري، أفاد الصحافي المعارض بأن “هذا يؤكد وجود أصوات نخبوية داخل تونس لا تريد أن تستمر الإهانات الجزائرية للدولة التونسية والضرب في صورتها الدولية عبر التدخل في شؤونها الداخلية والتدخل في رسم معالم سياستها الخارجية”.
وخلص المصرح لهسبريس إلى أن “النظام الجزائري متخوف من إعادة مراجعة قيس سعيد لسياسته الخارجية تجاه المغرب”، مضيفا أن “المخططات الجزائرية تتجاوز خلق توتر بين تونس والمغرب، لتشمل خلق توترات وصراعات بين هذا الأخير وجميع الدول في المنطقة عبر شراء عداء هذه الدول للمملكة المغربية”.
إغراءات وخيارات
تفاعلا مع الموضوع ذاته، قال البراق شادي عبد السلام، خبير دولي في تحليل الصراع وإدارة الأزمات، إن “زيارة وزير الخارجية التونسي إلى الجزائر تندرج في إطار مساعي النظام الجزائري للعب دور الريادة الإقليمية في منطقة تعج بالمخاطر والصراعات التي هي نتيجة طبيعية للعقيدة البومدينية والسياسات العدائية الجزائرية طوال عقود والمهووسة بالهيمنة الإقليمية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول ومعاداة دول الجوار”.
وأضاف البراق أن “الجزائر تسعى، بكل الوسائل بما فيها الإغراءات المالية، إلى إعادة تونس إلى حضنها ومنع أي تقارب لها مع المغرب وحلفائه، ومنع أي نزوع للموقف التونسي نحو المزيد من الاستقلالية عن الوصاية الجزائرية، خاصة فيما يخص الملفات الشائكة في المنطقة، بالتلويح في كل مرة إلى ما تسميه خطر التطبيع مع إسرائيل على الأمن المغاربي”.
وحول “المخاوف الجزائرية من انضمام تونس إلى اتفاقات أبراهام”، أوضح المتحدث عينه أن “الأخبار التي تروجها أوساط قريبة من النظام الجزائري في هذا الصدد هي محاولة لجس النبض وكشف نوايا تونس في هذا الملف”، وتابع: “هذا دليل على التخبط الكبير الذي تعيشه الدبلوماسية الجزائرية نتيجة عجزها عن تقدير الموقف السياسي الإقليمي بشكل استباقي وبهدوء استراتيجي بعيدا عن المواقف التصادمية المألوفة لنظام الجزائر”.
وسجل الخبير عينه أن “الجزائر أخلفت وعودها التي قدمتها إلى الرئيس التونسي عن نيتها القيام باستثمارات ضخمة على الأراضي التونسية تفضي إلى تعميق التعاون الاستراتيجية بين البلدين. وأمام استياء تونس، اتجهت للبحث عن شركاء آخرين، على غرار دول الخليج العربي”.
أما بخصوص العلاقات التونسية المغربية، أورد المتحدث ذاته أن “الموقف المغربي إزاء تونس ظل وفيا لقيم التضامن والرغبة الأكيدة في الربط بين جسور الماضي المجيد للشعبين، في وقت يستمر فيه الغموض حول موقف تونس بخصوص القضايا ذات الأولوية بالنسبة للرباط”، مشيرا في هذا الصدد إلى زيارة العاهل المغربي إلى تونس في العام 2014 مباشرة بعد الهجمات الإرهابية التي استهدفت هذه الأخيرة مع ما حملته هذه الزيارة من رمزية سياسة وتاريخية.
وشدد المتحدث لهسبريس على أن “تونس اليوم أمام مفترق طرق تاريخي ومنعرج سياسي خطير سيؤثر على سيادتها كأمة حرة وكدولة عريقة؛ فإما السقوط في معاهدة حماية جزائرية جديدة تتحول بموجبها لإيالة تابعة للجزائر وتخدم مصالح الجنرالات في صراعاتهم مع المحيط الإقليمي، أو الحفاظ على استقلالية قرارها الوطني والسيادي بعدم الانجرار وراء أوهام الهيمنة على مختلف بلدان المغرب الكبير”.
وخلص الخبير الدولي إلى أن “النظام الجزائري بفكره السياسي الحالي لن ينفك من محاولة عرقلة أي تقارب بين الدول المغاربية لا يخدم مصالحه، وتعطيل أي تقارب مغربي تونسي مرتقب خاصة مع دبلوماسية الوضوح والمسؤولية التي ينهجها المغرب والتي ينأى بها عن التدخل في الشؤون الداخلية”، مشددا على أن “الجزائر تدرك تماما أن تعميق العلاقات المغربية التونسية أو تطور علاقات تونس خارج الدوائر الجزائرية ينذر بعزلة جيوسياسية جزائرية في محيط إقليمي متقلب يعج بالمخاطر الأمنية على طول حدود الجزائر مع كل ليبيا والنيجر ومالي وموريتانيا”.
تبون يهدد بالتدخل في ليبيا
هدد الرئيس الجزائري، "عبد المجيد تبون"، بالتدخل في ليبيا للدفاع عما أسماها الشرعية الدولية.
وقال تبون، خلال لقاء له مع الحكومة الجزائرية : "إن بلاده تقف مع الشّرعية الدّولية في ليبيا، ما دامت شرعية الصندوق مغيّبة".
وأضاف الرئيس الجزائري "عبد المجيد تبون": إن بلاده ستقف مع ليبيا حتى لو تطلّب الأمر التدخّل وأن الجزائر لن تبقى مكتوفة الأيدي.
تبون لبلينكن: الأشخاص الذين تم انتخابهم في ليبيا لا يمثلون الشعب.. تساؤلات بعد قرار
يتساءل متابعون حول أسباب تمسك الجزائر بعبدالحميد الدبيبة الذي التقى الرئيس عبدالمجيد تبون وعدداً من المسؤولين الجزائريين وعلى رأسهم رئيس الحكومة أيمن بن عبدالرحمن الذي كان في استقباله بمطار الجزائر الدولي، وهي الزيارة التي طرحت كثيراً من الأسئلة بشأن توقيتها والوفد الذي رافق رئيس حكومة الوحدة الوطنية.
وقررت الجزائر الاستمرار في الاعتراف بحكومة عبدالحميد الدبيبة مقابل تجاهل نظيرتها المعينة من البرلمان برئاسة فتحي باشاغا، وأوضح الرئيس عبدالمجيد تبون في مقابلة دورية مع وسائل إعلام محلية "أن الجزائر تدعم الشرعية الدولية في ليبيا من خلال حكومة الدبيبة، وأن استبدالها يكون عبر انتخابات تفرز مجلساً نيابياً جديداً يعين حكومة جديدة"، وشدد، "نحن لن ندخل بمسار التفرقة في ليبيا، لقد تم تعيين حكومة جديدة من طرف مجلس وطني، والحكومة التي لديها شرعية دولية هي حكومة الدبيبة، ونحن ندعم الشرعية الدولية، ولن يكون شيء آخر من غير هذه الشرعية الدولية"، وأضاف أن "الموقف الجزائري هذه الأيام في شأن الأزمة الليبية يكاد يكون مخالفاً لمواقف بعض الدول، لقد كنا نسير في موقف واحد لكن تم تعيين حكومة أخرى تقررت من قبل مجلس النواب".
الأسابيع الماضية قامت وحدات من القوات المسلحة بدوريات تمشيط على الحدود الجزائرية الليبية وفي لحظات تم رصد تحركات غريبة في منطقة تخرخوري مدخل جبال اكاكوس وبعد التحري والرصد وإلقاء القبض عليهم ثبتت انهم ذو جنسية جزائرية بعد التعرف على أوراق ثبوتيتهم ووجد بحوزتهم مستندات #يتبع 1 pic.twitter.com/LlEsHvePdd — هاني المحجوب (@HaAbozguia) June 19, 2021
موريتانيا تتهم السلفية الجزائرية بتنفيذ هجوم زويرات
حمّل الجيش الموريتاني الجماعة السلفية للدعوة والقتال بالجزائر مسؤولية الهجوم الذي أدى إلى مقتل 15 جنديا موريتانيا في بلدة لمقيط بمنطقة زويرات شمال غرب البلاد قرب الحدود مع الجزائر ومالي.
وقال وزير الدفاع الموريتاني بابا ولد سيدي إن الهجوم أدى أيضا إلى جرح 17 جنديا وفقدان اثنين آخرين, إضافة إلى مقتل خمسة من المهاجمين الذين قدرتهم مصادر عسكرية بـ 140 والذين أحرقوا اثنتين من عربات القاعدة واستولوا على ست عربات أخرى.
العدوان الجزائري على موريتانيا: فيديو نادر من التلفزيون السويسري يتضمن تصريحات لأب الاستقلال الموريتاني
الجزائر لا تريد مغربا قويا بالقرب منها وهي تسعى لاضعافه، وما دعم ادعاءات البوليساريو الا احدى وسائل اضعاف المغرب.
النظام الجزائري والصحراء المغربية.. "حلم إبليس بالجنة".
في لقاء متلفز، يتأسف عبد المجيد تبون لعدم وجود منفذ بحري يربط الجزائر بدول الساحل؛ ويقول أن الجزائر قضت ستين سنة لكي تفتح خطا بحريا مع العاصمة السينغالية دكار!
كلام تبون واضح ولا يحتاج بذل الجهد، الجزائر تريد منفذا أطلسياً والبحر المتوسط غير كاف.
هذا هو مختصر الكلام وواقع الحال؛ وتفسير الدعم الجزائري غير المشروط للبوليساريو.
في المقطع يؤكد تبون على أن الرئاسة تدرس الوضع جيدا وتعمل بكل ما في وسعها لإيجاد حل للمعضلة.
لا نعرف ما يفكر فيه تبون ولا صناع القرار في الجزائر، لكن مسألة نقل بلد بحجم الجزائر ووضعه في موقع جغرافي آخر مستحيل؛ وحتى بناء جسر معلق في السماء يصل الجزائر بالأطلسي لا يمكن تصوره، فما الحل الأنسب؟
إن كنت متابعا للأحداث وعارفا بتفاصيل الواقع، ستدرك كيف أنه ليس أمام الجزائر لتحقيق المهمة المستحيلة سوى دعم جبهة البوليساريو الانفصالية.
في 1975 أي بعد سنتين فقط من ظهورها، كانت الجبهة تتلقى الدعم الكلي من الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، فالرجل كما عرف عنه من مقربيه؛ أكثر رؤساء العالم كرها للمغرب؛ والرئيس الذي لم تكن هناك منظمة انفصالية مسلحة إلا ودعمها، فالمعروف عليه تقديمه الدعم المالي للجيش الجمهوري الأيرلندي الذي كان يقاتل من أجل تحرير أيرلندا الشمالية من الحكم البريطاني، وكذا لجبهة مورو في الفلبين ولجماعة الدرب المضيء في البيرو…!
أغدق معمر على الجبهة الانفصالية بالمال والسلاح، ولكنه لم يكن له أطماع في المغرب بقدر ما كان رجلا مهوسا بالثورات.
ما إن ترك القذافي الساحة حتى تبنت الجزائر الجبهة الانفصالية ودعمتها أكثر مما كان يفعل القذافي، بل أضحت القضية كما يقول الأستاذ الدكتور "بوحنية قوي" أستاذ العلوم السياسية "جزء أساسي واحد من مسلمات السياسة الخارجية الجزائرية".
وقد يعتقد المرء لأول لحظة أن الدولة الجزائرية ونظامها العسكري يعمل على دعم الجبهة لسواد أعين إخواننا الصحراويين؛ إلا أن الأمر أبعد ما يكون عن ذلك، ولو كانت القضايا الإنسانية تهم هذا النظام لم ترك أبناء الجزائر يعانون الويلات ويركبون قوارب الموت للحاق بأوربا ولم يترك الصحراويين في المخيمات مكدسين!
كما أشرنا سابقا الجزائر تجد في الجبهة والمشروع الانفصال تحقيقا لحلمين أولهما حلم الوصول لمياه الأطلسي والرغبة في الحصول على موانئ المغرب، وثانيهما حلم الانتقام من المغرب ورد الثأر، والتخلص من ذكرى "حكرونا".
في هذا الصدد يقول الضابط الجزائري السابق، أنور مالك في حديثه ل CNN بالعربية إن سبب هذا الدعم الجزائري لا يتعلق بما تعلنه الجزائر من "عدالة القضية" فقط، "بل لأنها (الجزائر) وجدت فرصة لتصفية حسابات قديمة ومتجددة مع المغرب، حيث إن له أطماع معروفة في الصحراء الجزائرية وأيضا توجد منافسة على الزعامة في المغرب العربي".
يرى النظام الجزائري أن الوضع في المغرب يتقدم للأفضل ومدنه تستضيف ملتقيات دولية واسم المغرب يردد في الإعلام، هذا ما يجعل الحكومة العسكرية في حرج كبير مع شعبها، خاصة وأن البنية التحتية الجزائرية إذا ما قورنت بمثيلتها في المغرب تبدو وكأنها من القرن الماضي وكأن الجزائر لم يتحرك من منذ الاستقلال.
فلهذا تلجأ الجزائر لإشعال نار الفتنة بين البلدين حتى تشغل شعبها بهذا الصراع وتنسيه في القضية الحقيقة وهي قضية التنمية، والأموال التي تهدر على شراء سلاح منظمة انفصالية ليس للجزائري فيها دخل، وعوض أن يستفيد المواطن الجزائري من خيرات بلده يراها تقدم للآخر بحجة دعم التحرر، فليتحرر الشعب من الفقر أولا قبل التفكير في تحرير الآخرين، أم أنه تشبث غريق بغريق!
المتتبع للشأن المغاربي يلاحظ كيف أن العداء الجزائري المغربي استعر هذه الأيام، فقد عملت الجزائر على قطع جميع العلاقات الاقتصادية والديبلوماسية مع المغرب، بما فيها إغلاق المجال الجوي بين البلدين، في خطوة أقل ما يقال عنها "صبيانية"، فحتى الصين وعدوتها أمريكا لم يقدما على مثل هذه تصرفات، مع أن عداءهما يتجاوز العداء بين الجزائر والمغرب.
حاول المغرب أكثر من مرة التقرب من الجزائر، وفي كل خطابات الملك محمد السادس نصره الله، وخاصة الأخير، يوجه الدعوة للجزائريين من أجل الصلح، إلا أن النظام الجزائري يرفض ذلك البتة، وفي آخر لقاء تلفزي له، عبر الرئيس الجزائري عن موقف الجنرالات الواضح "لا مصالحة"، وهذا يعزز ما نقوله، فنظام الكابرانات يحاول أن يجد الذرائع لإبقاء الخصام بين الجارين أبد الآبدين.
لن يستطيع النظام الجزائري أن يسير في درب الصلح، وذلك كما قلنا لأن قضية العداء تخدمه، خاصة في قضية إلهاء الشعب، وهذا أعتقد أهم نقطة، فقد لاحظنا كيف استطاع النظام أن ينسي الشعب مطالبه السابقة ورغم أن انقلب على الشارع ولم يحقق ولا مطلب من مطالب الحراك بل عمل على إرجاع أسماء طالها الحراك بالنقد والسخط ومنهم الجنرال نزار صاحب التاريخ الأسود، هذا الأخير كرمته الرئاسة الجزائرية في تحد صارخ للشعب، فهل رد الشارع؟ لا لم يفعل، وذلك أن الإعلام استطاع إلهاءه بالمغرب، ولك أن تتباع الصفحات الجزائرية الرسمية منها وغير الرسمية.
هناك أمر آخر، أعتقد أن النظام الجزائري بدأ يبحث عن بديل للبترول والغاز خاصة وأن "أصابع تشيني" مستشار جورج بوش الابن وأحد المستثمرين في مجال البترول، تستنزف آبار الغاز، وسيأتي الوقت الذي لن تجد فيه الجزائر من غاز لتبيعه، فلهذا تحاول المراهنة على السياحة.
لا شك أن المغرب دولة رائدة في قطاع السياحة، وهذا ما يؤرق النظام الجزائري، الذي يسعى اليوم لدخول الصراع السياحي في المنطقة، ونرى اليوم بشكل واضح كيف يتم سرقة الموروث المغربي وإلصاقه في التاريخ الجزائري، ويتك الترويج عبر صفحات رسمية للسياحة في الجزائر، ورغم أن البنية التحتية متهالكة إلا أن النظام يراهن على القطاع مستقبلا.
لكن الرهان لن يكون واقعيا مع وجود تونس والجزائر، وكما يعلم الجميع فالوضع التونسي اليوم لا يصر، وتريد الجزائر المحافظة عليه كما هو ولا تريده أن يتحسن وبذلك تبعيد تونس، وتضع كل جهدها في الجبهة الغربية مع جارتها المغرب، تسعى لتشيه سمعة المغرب عبر قضية البوليساريو، وحلمها أن ينتقل السياح من مراكش إلا وهران ومن مدينة الداخلة المغربية إلى جيجل.
بما أن التاريخ لا يكاد ينصف الجزائر بالمآثر وبالمناطق التاريخية، تسعى لصناعته، وسنرى مع مرور الزمن كيف ستظهر اكتشافات ومآثر في الجزائر بقدرة قادر.
إن الخلاصة التي يمكن أن نخرج بها كالآتي:
الجزائر ترى أن المغرب يسرق منها الأضواء، وكلما تقدم المغرب إلا واشتد الخناق عليها، والحل المشاغبة وخلق بلبلة في المنطقة والاستفادة منها بشتى الطرق، وعوض أن نتقدم نحن لماذا لا نوقف تقدم الآخر، فنصبح في التخلف سواء، "ويا دار ما دخلك شر"
جزائريون يُحرضون "البوليساريو" على تنفيذ هجمات إرهابية في المغرب
رئيس المخابرات الخارجية الجزائري يحاول “إرشاء” مرشح الرئاسة في النيجير
كشفت مصادر إعلامية جزائرية عن فضيحة كبيرة يواجهها الجنرال محمد بوزيت، رئيس جهاز المخابرات الخارجية، إذ حمل أخيرا مبالغ مالية باهظة من العملة الأجنبية، لفائدة محمد بازوم، الفائز بالدور الأول في الانتخابات الرئاسية بالنيجير، مقابل أن يقبل في حال فوزه بالانتخابات، المقررة يوم 20 فبراير المقبل، بحضور زعيم المرتزقة إبراهيم غالي حفل تنصيبه.
وذكر موقع ألجيريا بار، الذي أورد الخبر، أن محاولة الجنرال بوزيت تقديم هذه الرشوة جاءت كتعويض عن فشله في إدارة الملف الليبي وملف الصحراء المغربية، بعد الضربات التي تلقاها مند إقدام القوات المسلحة الملكية على تحرير معبر الكركرات، الرابط بين المغرب وموريتانيا، وـاييد عشرات الدول لهذه العملية، تم فتح عدد كبير من القنصليات بالداخلة والعيون وسحب عدد من الدول لاعترافها بالبوليساريو وختما بالاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على كامل ترابه بما في ذلك الأقاليم الجنوبية.
وأوضح أن عملية الرشوة المقدمة لرمشح الرئاسة في نيجيريا هي محاولة لتخليص نفسه من الورطات التي يوجد عليها، ومحاولة لإقناع الجنيرال مدين العائد بقوة لدائرة القرار، بضرورة استمراره في منصبه، ويعول على العلاقة التي تربطه بالمرشح المذكور منذ أن كان وزيرا للداخلية.
لكن، حسب الموقع الجزائري الصادر باللغة الفرنسية، فإن العديد من ضباط الجيش غير مرتاحين للطريقة التي يقود بها بوزيت المخابرات الخارجية. ويواجه موجة غضب شديدة وسط الأوساط العليا في الجزائر، حيث فشل في كل الملفات، وبدأت أسهمه تسقط منذ أن استضاف المغرب الحوار بين الليبيين، وكان يزعم في الأوساط الجزائرية أنه خبير بهذا الملف ويمسك كل أوراقه.
ولم يستسغ الضباط الجزائريون تقديم كل هذه الأموال الطائلة بالعملة الصعبة لمرشح للرئاسة قد ينج ح أو يفشل، وكل ذلك مقابل حضور إبراهيم غالي، الذي لم يعد له أي دور يقوم به سوى إبداع البلاغات العسكرية الشبيهة ببلاغات السينما، حفل تنصيب الرئيس المقبل للنيجير، وهو حضور شكلي لا يقدم ولا يؤخر لأن مرشح الرئاسة لم يعدهم بأي تعامل آخر غير هذا الحضور، بمعنى صرف ملايين الدولارات مقابل صورة يتم توزيعها على مواقع التواصل الاجتماعي.
مالي: تم بيع جزء من منطقة كيدال للجزائر، بحسب وزير الفلاحة السابق سيدو تراوري.
البوابة الأولى للمناظرات والأخبار الخاصة بمالي، قد كشفت في مقال منشور بتاريخ 06 فبراير 2013، عن اعتراف (اعتراف) الوزير السابق سيدو تراوري [تم بيع جزء من منطقة كيدال للجزائر👇
منطقة كيدال هي المنطقة الإدارية الثامنة لمالي منذ مارس 2012. وتغطي مساحة 260 ألف كيلومتر مربع. وعاصمتها مدينة كيدال. ويغطي بشكل رئيسي كتلة أدرار إيفوغاس.
كيف يمكن بيع جزء من دولة ذات سيادة إلى دولة أخرى؟ من الصعب تصديق! ولكن عندما يتم تأكيد ذلك علنًا ومن قبل وزير سابق علاوة على ذلك، فإنه يوفر حقًا مادة للتفكير. على أية حال، أكد ذلك الوزير السابق سيدو تراوري خلال التبادلات حول مشكلة إنهاء الأزمة التي نظمتها COREN في قاعة الاجتماعات بالمجلس الأعلى للطوائف.
وبهذا الإعلان، من السهل أن نفهم لماذا لم ترغب الجزائر أبدا في أن تكون في طليعة الأزمة المالية خوفا من هروب مصالحها (الوهمية) في مالي.
وخلال العرض الذي قدمه الوزير، يؤكد بصوت عال وواضح أن جزأ من منطقة كيدال قد تم بيعه للجزائر وأن هذا الجزء مليء بالموارد الطبيعية مثل الغاز والنفط. ويضيف الوزير السابق سيدو تراوري دون أن يرتجف: "نعم، كنت جزأ من هذه الحكومة وأحفظ كلامي..."
Comments