في الجزائر ما يبعث على الريبة ويلقي على القفا من الضحك حول بواعث القائمين على شؤونها، فكيف إن انقضت كل الأسماء ولم يجدوا غير اسم لمشركة شاركت في حرب أحد، ولم يعرف إن أسلمت أم لا حتى يطلقوه على مدرسة في عاصمة الجارة الشرقية.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة لمدخل مدرسة جزائرية أطلق عليها اسم « متوسطة عمرة بنت علقمة الحارثية »، وهو اسم غريب التداول بين الصحابيين والصحابيات الذين جايلوا الرسول عليه الصلاة والسلام، لكن بالعودة إلى « ويكيبديا » يظهر أن لها تعريف خاص.
ووفق موسوعة « ويكيبيديا » فإن « متوسطة عمرة بنت علقمة الحارثية » هي « امرأة من النساء القلائل اللاتي شاركن في يوم أحد وأتت معها هند بنت عتبة بن عبد شمس القرشية وعمرة هي التي حملت لواء المشركين يوم أحد بعد سقوطه فكان بسببها تماسك جيش المشركين وصموده ».
وبالبحث أيضا بشأن المرأة التي اختار القائمون على التعليم في الجزائر إطلاق اسمها على مدرسة هناك، يتبدى أن الصحابي حسان بن ثابت، الملقب بشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة، ذكر كيف أن « متوسطة بنت علقة الحارثية » رفعت لواء المشركين في يوم أحد فكان انتصارهم وقد قال فيها « فلولا الحارثية لأصبحوا يباعون في الأسواق بيع الجلائب بالثمن الكسر ».
وتناسلت تعليقات في مواقع التواصل الاجتماعي تتندر على اختيار اسم مشركة لإطلاقه على مدرسة في العاصمة الجزائرية، رغم أنه لم يذكر في مواقع البحث أنها أسلمت مثل هند بنت عتبة، وتمت الإشارة إلى كونها ساهمت في انتصار المشركين على المسلمين في غزوة أحد فقط.
عمرة بنت علقمة الحارثية الكنانية اسمها ونسبها
عمرة بنت علقمة الحارثية الكنانية هي امرأة من النساء القلائل اللاتي شاركن في يوم أحد وأتت معها هند بنت عتبة بن عبد شمس القرشية وعمرة هي التي حملت لواء المشركين يوم أحد بعد سقوطه فكان بسببها تماسك جيش المشركين وصموده.
اسمها ونسبها
هي عمرة بنت علقمة بن الحارث بن الأسود بن عبد الله بن عامر بن عوف بن الحارث بن عبد مناة بن كنانة، وكانت من بني الحارث من قبيلة كنانة وكان بنو الحارث هؤلاء حلفاء لقبيلة قريش في الجاهلية، وزوجها هو غراب بن سفيان بن عويف بن عبد الله بن عامر بن هلال بن عامر بن عوف بن الحارث بن عبد مناة بن كنانة.
حملها لواء جيش المشركين يوم أحد
قال ابن إسحاق فحدثني بعض أهل العلم أن اللواء لم يزل صريعا حتى أخذته عمرة بنت علقمة الحارثية فرفعته لقريش فلاثوا به، وكان اللواء مع صؤاب غلام لبني أبي طلحة حبشي، وكان آخر من أخذه منهم فقاتل به حتى قطعت يداه، ثم برك عليه فأخذ اللواء بصدره وعنقه، حتى قتل عليه وهو يقول اللهم هل أعزرت - يعني اللهم هل أعذرت - فقال حسان بن ثابت في ذلك
بيت فَخَرْتم باللواءِ وشرُّ فخرٍ لواءَ حين رُدَّ إلى صواب
بيت جَعَلتُم فخركم فيه لعبدٍ وإلام مَن يطا عُفْرَ التراب
بيت ظننتم، والسفيهُ له ظنونٌ وما إنْ ذاك من أمرِ الصواب
بيت بأنَّ جلادنا يوم التقينا بمكةَ بَيْعُكُم حُـمْرَ العِياب
بيت أقرَّ العينَ أن عُصبتْ يداه وما أن تُعصبَانِ على خِضَاب
نهاية قصيدة
وقال حسان أيضا في رفع عمرة بنت علقمة اللواء لهم
بداية قصيدة
بيت إذا عضلٌ سيقت إلينا كأنها جدايةُ شركٍ مُعْلَمات الحواجب
بيت أقمنا لهم طعنا مبيرا منكِّلا وحزْناهُم الضرب من كل جانب
بيت فلولا لواءُ الحارثيةِ أصبحوا يُباعونَ في الأسواق بَيْعَ الجلائب
نهاية قصيدة
قال ابن إسحاق فانكشف المسلمون وأصاب منهم العدو، وكان يوم بلاء وتمحيص، أكرم الله فيه من أكرم بالشهادة حتى خلص العدو إلى رسول الله فذبَّ بالحجارة حتى وقع لشقه فأصيبت رباعيته، وشج في وجهه، وكلمت شفته، وكان الذي أصابه عتبة بن أبي وقاص.
Comentários