بعد المحيط الأطلسي... حلم جزائري آخر يتبخر!
- gherrrabi
- 18 أبريل
- 4 دقائق قراءة

في خطوة مفاجئة حملت في طياتها رسائل سياسية قوية، انسحبت ليبيا من القمة الثلاثية التي كان من المرتقب أن تجمعها مع الجزائر وتونس، وهي قمة كانت الجزائر تراهن عليها لإحياء محور إقليمي يُعيد رسم ملامح التعاون بين الدول الثلاث، تحت عنوان “التكامل المغاربي”. غير أن انسحاب ليبيا في اللحظات الأخيرة قلب الطاولة على الجزائر، ووجه ضربة موجعة لجهودها الدبلوماسية في المنطقة.
المجلس الأعلى الليبي يعارض قمة ثلاثية مغاربية مع الجزائر وتونس
وأفادت مصادر دبلوماسية مطلعة بأن الوفد الليبي غادر الجزائر بشكل مفاجئ قبل ساعات فقط من موعد القمة، دون إصدار بيان رسمي يوضح الأسباب. إلا أن تسريبات متطابقة من دوائر سياسية ليبية وجزائرية ربطت الخطوة بتوترات خلف الكواليس بين الطرفين، لا سيما بعد ما اعتبرته طرابلس “محاولة جزائرية للوصاية على القرار الليبي” داخل الإطار المغاربي، إضافة إلى عدم رضا السلطات الليبية عن ترتيب أولويات القمة وجدول أعمالها.
ويبدو أن ليبيا، بقيادة المجلس الرئاسي، أرادت توجيه رسالة مفادها أن طرابلس لن تقبل بأن تكون مجرد رقم يُستغل في حسابات الجزائر الإقليمية، خاصة في ظل التغيّرات الجيوسياسية التي تعرفها المنطقة المغاربية، والتقارب المتنامي بين ليبيا ودول كالمغرب ومصر، ما يُضعف من مساعي الجزائر في خلق تكتل مغلق على مقاسها.
وتكشف هذه الحادثة عن تصدع جديد في العلاقات الجزائرية-الليبية، التي لطالما حاولت الجزائر تصويرها على أنها استراتيجية ومتينة، إلا أن واقع الحال يُظهر تباينات واضحة في الرؤية والتوجهات، خصوصاً مع سعي كل طرف لفرض نفوذه داخل منطقة المغرب العربي.

وتأتي هذه التطورات في وقت تحاول فيه الجزائر تعويض تراجع نفوذها الإقليمي، بعد سلسلة من الانتكاسات الدبلوماسية، من ضمنها موقف مجلس الأمن الدولي من ملف الصحراء، وتعزيز المغرب لتحالفاته الاستراتيجية مع قوى إقليمية ودولية.
انسحاب ليبيا، بهذه الطريقة وفي هذا التوقيت، لم يحرج فقط الجزائر أمام تونس، التي يبدو أنها باتت بدورها أكثر براغماتية في تعاملها مع التوازنات الإقليمية، بل فضح هشاشة التحالفات الهشة التي تحاول الجزائر إحياؤها وسط تغيرات عميقة في خارطة المصالح بالمنطقة.
وإذا لم تُراجع الجزائر طريقة تعاطيها مع دول الجوار، واستمرارها في فرض منطق “الزعامة القديمة”، فقد تجد نفسها معزولة أكثر في منطقة تتغير موازينها بسرعة، وتُكتب تحالفاتها على أسس جديدة، أبرزها المصالح الاقتصادية والانفتاح السياسي، بعيداً عن الحسابات الإيديولوجية الضيقة التي لم تعد تقنع أحداً.
تونس: احتجاجات بمدينة المزونة حدادًا على وفاة 3 تلاميذ إثر انهيار جدار مدرسي

محمد البوعزيزي، الشاب التونسي الذي أضرم النار في نفسه في 17 ديسمبر/كانون الأول 2010 أمام مقر ولاية (محافظة) سيدي بوزيد احتجاجا على مصادرة شرطية عربته التي كان يبيع عليها الفواكه والخضر بعد صفعها له، أصبح رمزًا لانطلاق شرارة ثورات الربيع العربي.
وقد أثارت الحادثة موجة احتجاجات واسعة اجتاحت مناطق تونس كافة، معتبرة البوعزيزي البداية الكبرى لتحركات الشعوب ضد القمع والفساد، لكن أحداث الأيام الماضية في بلدة المزونة بولاية سيدي بوزيد أعادت إلى الأذهان ما جرى في مهد الثورات العربية.
ففي يوم الاثنين الماضي شهدت مدينة المزونة مأساة بانهيار سور أحد المعاهد الثانوية، في حادثة أسفرت عن مصرع 3 تلاميذ. وأشعلت هذه المأساة موجة غضب واسعة بين أهالي المدينة الذين خرجوا للتظاهر احتجاجا على تردّي الأوضاع الاجتماعية والبنية التحتية المهترئة.
وبينما عبّر الأهالي عن استيائهم تجاه المسؤولين، تصاعدت حدة الصدام مع قوات الأمن التي استخدمت الغاز المسيل للدموع بكثافة لتفريق المحتجين.
"ردّ الديكتاتور سعيد التونسي بوحشية على حركة الاحتجاج المتنامية. أيامه معدودة. اليوم هو الذكرى الثانية للسجن الجائر لرئيس البرلمان راشد الغنوشي، حيث يسعى الديكتاتور سعيد لقتل 14 شخصًا معتقلين لمجرد انتقادهم نظامه." جو ويلسون، السيناتور الأمريكي المنتمي إلى الحزب الجمهوري
وقد أظهرت مقاطع فيديو حالات اختناق بين الأهالي في مستشفى المزونة نتيجة الغاز، مما أثار موجة استياء واسعة على منصات التواصل الاجتماعي.
انتقادات حادة للرئيس قيس سعيّد وللسلطات

وتساءل مغردون وناشطون: لماذا لم يتوجّه الرئيس التونسي قيس سعيّد إلى المزونة ليُعزي الأهالي ويطمئنهم؟ أين الرئيس الذي طالما أعلن أنه يستجيب لإرادة الشعب ويقف بجانبهم ضد القمع والفساد؟ ووصف البعض تجاهله للحادثة بالإهمال الفاضح، معتبرين أن السلطات تنتقي تلبية الإرادة الشعبية حسب مصالحها.
وأشار آخرون إلى أن الأحداث الأخيرة تعيد الذاكرة إلى شرارة الثورة عام 2011 التي انطلقت من سيدي بوزيد، وتُعيد فتح ملف القمع والإفقار الذي ما زال مستمرا بعد أكثر من عقد.
واستنكر ناشطون وسياسيون استخدام القوات الأمنية للغاز المسيل للدموع والاعتداء على المحتجين، معتبرين أن ذلك ينافي خطاب الرئيس الذي تعهد بالدفاع عن حقوق المواطنين.
وفي نقد لاذع، تساءل البعض: كيف يمكن أن تكون هذه الحادثة بداية لانهيار سردية الرئيس سعيّد التي طالما ادعى فيها دعمه "لثوار 17 ديسمبر" الذين خرجوا للمطالبة بالكرامة الاجتماعية؟ لماذا أرسل الأمن وقنابل الغاز إليهم بدلًا من تفقدهم ودعمهم؟ هذا الخطاب الذي تبناه الرئيس يبدو الآن ضعيفا وغير قابل للصمود أمام هذه الكارثة الإنسانية.
وتساءل منتقدون عن إمكانية تراجع الرئيس عن تقسيمه للتونسيين بين "جماعة 17 ديسمبر و14 يناير"، في ظل الانتفاضة الأخيرة التي تضع السردية السياسية في أزمة عميقة، معتبرين أن هذه السردية "انهارت مع الجدار"، في إشارة رمزية إلى انهيار سور المعهد في المزونة.
استياء الصحفيين وتعليق الدروس
من جهتها، نشرت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بيانًا نددت فيه بتعرض الصحفيين لاعتداءات لفظية من قبل قوات الأمن أثناء تغطية الاحتجاجات.
كما أعلنت السلطات التعليمية تعليق الدروس في المدينة، في خطوة تواكب حالة الحداد العام والانفجار الشعبي.
تونس واتفاقية أبراهام..

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أقام مساء الخميس الماضي، مأدبة إفطار رمضاني في البيت الأبيض، حضرها مسؤولون من إدارته إضافة إلى دبلوماسيين عرب ومسلمين.
وخلال كلمة له، لم ينس الرئيس الأمريكي شكر مئات الآلاف من الأمريكيين المسلمين الذين دعموا حملته الانتخابية، مضيفا أنّ إدارته تعمل بشكل حثيث ودؤوب لإحلال سلام دائم في الشرق الأوسط.
كما وعد ترامب باستكمال سلسلة الاتفاقيات التي تم التوصل إليها خلال ولايته الأولى، والتي أسفرت عن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والعديد من الدول العربية.
وبعد تحرٍّ قامت به بوابة تونس بالشراكة مع تفنيد تبين أنّ الفيديو صحيح وليس بالذكاء الاصطناعي، لكن حدث تلاعب في تفسير كلام ترامب، حيث ضمّ الحفل عديد من المسلمين، وممثلي دول إسلامية.
ووجّه ترامب التحية لعدد من الشخصيات من بينها السفير الجديد في تونس ثم تحدث بعد ذلك عن اتفاقية أبراهام.
Comentarios