top of page
gherrrabi

المغرب يسجل "ڭناوة" ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي..ڭوماري لآلة ميمونة سلطان ڭناوى


في سنة 2019، أدرجت اللجنة الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو)، فن كناوة ضمن القائمة التي تمثل التراث الثقافي غير المادي للإنسانية. مما جعل موسيقى كناوة تنضاف إلى عناصر أخرى للتراث الوطني المغربي والتي أدرجت ضمن القائمة المذكورة، ويتعلق الأمر ب «الفضاء الثقافي لساحة جامع الفنا»، و«موسم طانطان»، و «عادات الأكل في منطقة البحر الأبيض المتوسط»، و«الصقارة»، و«مهرجان حب الملوك لصفرو»، و«العادات والممارسات والدراية بشأن شجرة الأركان»، و«تاسكوين» وهي رقصة أمازيغية من الأطلس الكبير صنفت ضمن خانة ما «يحتاج إلى صون استعجالي».

وشكل انضمام فن "كناوة" الى هذه القائمة، حدثا تاريخي بالنسبة إلى المغرب، وثمرة المجهودات المتواصلة والشراكة المثالية بين السلطات العمومية والفاعلين في المجتمع المدني ومجموعات "كناوة" في كل ربوع المملكة.

كتاب ڭناوة للا ميمونة أو "اڭناون للا ميمونة" هو عنوان كتاب صدر من قبل اصدارات لارماتان في باريس ، شارك في كتابته مبارك الحوزي، رئيس كناوة تودغا، و إروان ديلون، عالم اجتماعي أنثروبولوجي فرنسي.
مسلسل السطو على التراث المغربي:

يا، يا، يا، يا، يا الله يا وليدي، وليدي ويا أخويا ڭوماري، ڭوماري ڭوماري، ڭوماري ڭوماري لآلة ميمونة سلطان ڭناوى ڭوماري لآلة ميمونة سلطان ڭناوى لا إله إلا الله، لا إله لا إله إلا الله ڭوماري لا إله إلا الله، محمد رسول الله وڭوماري ويا الڭربة يا سلطان ڭناوى ڭوماري، ڭوماري يا، يا، يا ڭوماري، ڭوماري يا ڭوماري ولالة ميمونة ڭوماري ويا، يا، يا سيدنا بلال، يا سيدنا بلال، سيدنا بلال سيدنا بلال، يا سيدنا بلال سيدنا بلال، يا سيدنا بلال سيادي ورجا فالله ويا بواب الغابة أيا لڭناويا، أيا لڭناويا (أيا لڭناويا، أيا لڭناويا) الله، الله (أيا لڭناويا) الله الله (أيا لڭناويا) يا، بسم الله بديت لا حول ولا قوة مسلمين يا ماما زولي لا إله إلا الله، يا ماما زولي لصاحب لعزاويا، لصاحب لعزاويا

قصة للا ميمونة

للاّ ميمونة الكناوية الذي يوجد ضريحها بالدشرة يسميها أهل البلدة النزالة على مقربة من ضريح الولي الصالح مولاي بوسلهام بضواحي مدينة العرائش إقليم القنيطرة بالمغرب. تروي الحكاية أن للا ميمونة الكناوية وقعت في حب هذا المرابط المعتكف بهذا الثغر. وحتى لا تشغله عن جهاده وتعبده، تضرعت إلى الله أن يحولها أمة سوداء ذميمة لأنها كانت ذات جمال وحسن و حتى تسهر على خدمة عشيقها دون أن يلفته جمالها فتشغله عن مهمته التي انقطع لها مع مريديه. فاستجاب الله لدعائها حيث كانت خلال النهار تظهر في صورة أمة ذميمة، أما في الليل عندما تنتهي من خدمة الولي الصالح مولاي بوسلهام يعود إليها جمالها. وعندما توفي مولاي بوسلهام طلبت بأن يبنى لها ضريح على مقربة من ضريحه.وتحتفظ لها الرواية الشفوية أيضا بأنها كانت جاهلة بشعائر الصلاة حيث اشتهرت بأنها خلال إقامة صلواتها كانت تتوجه إلى القبلة . مرددة في ركوعها وسجودها بخشوع ميمونة تعرف ربي وربي يعرف ميمونة وقد اتخذها أتباع الطريقة الكَناوية بالمغرب كأحد المْلوك التي لها طقس احتفالي خاص بها سواء من حيث الموسيقى والغناء أو الرقص واللون. ولهذا تعرف أيضا باسم للا ميمونة تَكَْناوت أو ميمونة الكناوية . و كما يروي سكانها على أنها أول قرية نمودجية زارها الملك الراحل رحمه الله الحسن الثاني و لازالت أتار رجليه في محل الدرازة اللذي قام بتدشينه أنداك . كما يقال أن للا ميمونة تمتاز بمياه صحية و شافية لبعض الأمراض كذلك ..

الحضور الإفريقي في الثقافة الشعبية والوجدان الجمعي عند أهل مراكش…

طالما شكلت مراكش عاصمة لدولة مغربية مترامية الأطراف شمالا وجنوب وشرقا ولم يحدها غربا إلا المحيط الأطلسي، لذلك كان من الطبيعي أن يكون لعاصمة الدولة المغربية امتداد داخل العمق الإفريقي كان من أبرز تجلياته أن المرابطين والموحدين كانوا السباقين لحمل لواء نشر الإسلام في القارة السمراء ونقل تعاليمه السمحة لشعب قارتنا الإفريقية، لكن موضع الشاهد الذي يهمنا هنا هو ردة الفعل وحركة التفاعل والانفعال المعاكسة؛ أي تأثير الروافد القادمة من إفريقيا جنوب الصحراء على المجتمع المغربي عامة، والمراكشي الذي نهتم بدراسة حالته، خاصة…

تاريخيا بدأ احتكاك مراكش مع عمقها الإفريقي منذ المراحل الأولى لتأسيس المدينة بل قبله حتى، لدرجة أن أبا بكر بن عمر اللمتوني المؤسس الفعلي لدولة المرابطين في شكلها النهائي والمؤسس المحتمل لمدينة مراكش على اختلاف الروايتين ـ إذ تقول الرواية الأخرى إن مؤسس مدينة أرض الله (أمور ن ياكوش بالأمازيغية) إنما هو يوسف بن تاشفين ـ، كان قد استشهد على تخوم السودان وذلك بعد تركه سياسة الدولة ليوسف بن تاشفين وتفرغه هو لحمل لواء نشر الإسلام عبر ربوع القارة…

لكن علاقة مراكش بالقارة السمراء ستبلغ أوجها إبان حقبة الدولة السعدية سيما أيام المنصور الذهبي، الذي لن يكون عهده سخاء رخاء على البلاد والعباد فحسب، بل ستزدهر فيه كذلك حركة الفنون خصوصا فنيّ الدقة المراكشية وڭناوة اللذين تبدو فيهما البصمات الإفريقية واضحة جلية، وهو ما سيأتي ذكره بالدليل في القابل من سطور…

يسود الاعتقاد بأن الدقة المراكشية فن ظهر في مدينة تارودانت قبل قدومه إلى مدينة مراكش مع الحرفيين الذين طوروا هذا الفن في المدينة الحمراء مع مرور الزمن لدرجة جعلته يحظى بشخصية مستقلة وشهرة وصيت ربما يكون أكبر وأعلى من ذاك الذي ناله الأصل، وهو قول ربما يصح إلى حد بعيد، لكن المتأمل الدارس لتاريخ الفن سيدرك دون محالة تأثير الروافد الإفريقية على هذا الفن الذي دخل مراكش من بوابة حومة القصور قبل أن ينتشر في ما يعرف عند أهل الدقة بالحومات السبع المؤسسة (القصور، درب ضباشي، بنصالح، باب دكالة، رياض العروس، الزاوية العباسية، الموقف)، ومنها إلى باقي أحياء وحومات مراكش…

أولى تجليات هذا التأثير الإفريقي على فن الدقة المراكشية تظهر في بعض الآلات المستخدمة سيما آلتي الطعريجة والقراقش واللتان كلاهما ذات أصل إفريقي لا خلاف بشأنه عند أهل الفن، ثم في تسمية الجزء الثالث والأخير من مراحل الدقة المراكشية بعد العيط وأفوس؛ ألا وهو الڭناوي، فإن كان فن ڭناوة يعود بأصل الكلمة إلى غناوي أي غيني قادم من ساحل إفريقيا الغربي (ليس من دولة غينيا الحالية فقط)، فإن ڭناوي الدقة المراكشية يمتح من ذات المعين، ثم ثالثا لدينا دليل قوي جدا يقول لنا بأن الأداء الموسيقي الجماعي لفرقة من الرجال، لم يكن من العادات المعروفة ولا المستساغة لا لدى الأمازيغ ولا العرب في العصور السابقة، اللهم من استثناءات قليلة ونادرة يأتي على رأسها فن أحواش ربما، وبالتالي فأقل تأثير محتمل للرافد الإفريقي على فن الدقة المراكشية يأتي من خلال الآلات المستخدمة في “الڭور”…

لكن التأثير الإفريقي على الفنون لن يقتصر على الدقة المراكشية، بل سيتجاوزها إلى فن طرق أبواب العالمية خلال السنوات الأخيرة، وهو الفن الڭناوي الوافد مع العبيد المستجلبين من أغوار إفريقيا، بل إن كلمة ڭناوي ذاتها تعني الغناوي أي الشخص الوافد من ساحل إفريقيا الغربي، هذا علما أن الفن الڭناوي لم يكن يؤدى بالدارجة المغربية في العصور السابقة، وإنما باللغات التي كانت منتشرة على الساحل الإفريقي ومن أبرزها لغات البامبارا وLe Peul والمالينكي والوولوف…




Comments


bottom of page