top of page
  • Facebook
  • X
  • Youtube

“احتفالات عيد عرش بطعم العفو ومسؤولية المحافظة على الماء...“ الدكتور عبدالله بوصوف..

  • gherrrabi
  • 30 يوليو 2024
  • 3 دقائق قراءة

حفل الإستقبال الملكي بمناسبة عيد العرش المجيد بمدينة المضيق ،صور مع بعض من مغاربة العالم (الكوت ديفوار، اسبانيا ، بريطانيا ، بلجيكا والتايلاند).

قال عبد الله بوصوف، الخبير في العلوم الإنسانية، إن الاحتفالات بذكرى ربع قرن على تربع الملك محمد السادس على العرش تميزت داخل قلوب وعقول شعبه العزيز بمدخل إنساني قوي وعطف “كبير العائلة المغربية” لفائدة صحافيين وناشطين حقوقيين ومدونين، وتمتيعهم بعفو ملكي أثلج صدور عائلاتهم وزملائهم في الحقل الإعلامي والحقوقي.

وأضاف بوصوف في مقال توصلت به جريدة هسبريس الإلكترونية، حول احتفالات الذكرى 25 لعيد العرش، أن “المغرب يحتاج إلى كل أبنائه داخل الوطن ومن مغاربة العالم، كما يقول جلالته دائما، خاصة أمام تحديات العصر الحالي وملفات ساخنة بخصوص التنمية المجالية والتماسك الجماعي والدينامية الإيجابية بخصوص مغربية الصحراء”، لافتا إلى أن “من ضمن تلك الإشكالات هناك الماء والتغييرات المناخية، خاصة أن المغرب تعرض أكثر من مرة لفترات جفاف خطيرة واجهها الملك الحكيم المغفور له الحسن الثاني بسياسة بناء السدود، التي جنبت المغرب نتائج وخيمة على مستوى الماء الصالح للشرب أو الثروة الحيوانية والغابوية”.

نص المقال:

تميزت الاحتفالات بذكرى ربع قرن على تربع الملك محمد السادس على العرش، داخل قلوب وعقول شعبه العزيز، بمدخل إنساني قوي وعطف “كبير العائلة المغربية” لفائدة صحافيين وناشطين حقوقيين ومدونين، وتمتيعهم بعفو ملكي أثلج صدور عائلاتهم وزملائهم في الحقل الإعلامي والحقوقي.

فالمغرب يحتاج كل أبنائه داخل الوطن ومن مغاربة العالم، كما يقول جلالته دائما، خاصة أمام تحديات العصر الحالي وملفات ساخنة بخصوص التنمية المجالية والتماسك الجماعي، والدينامية الإيجابية بخصوص مغربية الصحراء. ومن ضمن تلك الإشكالات هناك الماء والتغييرات المناخية، خاصة أن المغرب تعرض أكثر من مرة لفترات جفاف خطيرة واجهها الملك الحكيم المغفور له الحسن الثاني بسياسة بناء السدود، التي جنبت البلد نتائج وخيمة على مستوى الماء الصالح للشرب أو الثروة الحيوانية والغابوية.

وهو انشغال ملكي تؤرخه رسالة سامية من الملك محمد السادس في أبريل من سنة 2000 إلى المجتمعين في ندوة الجماعات الترابية، وتوقيع الاتفاقية الإطار في يناير 2020 لإنجاز البرنامج الوطني للماء الصالح للشرب والسقي 2020/2027، مع تخصيص غلاف مالي يقدر بـ 115.4 مليار درهم؛ حيث تم الحديث عن مكونات العرض المائي (السدود وتدبير الطلب وتثمين الماء في القطاع الفلاحي وتقوية التزويد بالماء الصالح للشرب استكشاف المياة الجوفية….).

وتم التطرق لإشكالية ندرة الماء في افتتاح البرلمان في أكتوبر من سنة 2022، وما تلا ذلك من جلسات ترأسها رئيس الدولة المغربية (ماي 2023) لتتبع البرنامج الوطني للتزويد بالماء الصالح للشرب والسقي، ثم جلسة يناير 2024 التي طرحت الوضع الحقيقي لإشكالية الماء في فترات جفاف قوي أثر في نسبة ملء السدود وفي الإنتاج الفلاحي وفرص العمل. وحث ملك البلاد في الجلسة ذاتها على مضاعفة اليقظة ورفع الجهود لتحدي الأمن المائي، وضمان الماء الصالح للشرب لكافة المواطنين، ومحاربة جميع أشكال التبذير والاستخدامات غير المسؤولة.

ولأن جلالة الملك محمد السادس عودنا على لغة المكاشفة والصراحة فقد كان خطاب العرش لسنة 2024 مناسبة جديدة لضخ جرعة قوية من اليقظة وإبداع الحلول والحكامة في التدبير، أمام تعقد الوضعية المائية بعد 6 سنوات من الجفاف وارتفاع الطلب، وكذا التاخير في إنجاز بعض المشاريع المبرمجة في إطار السياسة المائية.

لقد أعلن خطاب العرش عن هدف إستراتيجي جديد، وهو ضمان الماء الشروب لجميع المواطنين وتوفير 80% من احتياجات السقي؛ وهو ما يعني ضرورة استكمال برنامج بناء السدود والتحيين المستمر لآليات السياسة الوطنية للماء، وتسريع إنجاز مشاريع ربط الأحواض المائية، وتسريع إنجاز محطات تحلية مياه البحر وتوسيع محطة التحلية بمدينة الداخلة بالصحراء المغربية… وبالتوازي مع ذلك تسريع إنجاز مشاريع الطاقات المتجددة من جهة، والعمل على تطوير صناعة تحلية الماء من خلال العمل الأكاديمي والبحث العلمي، في أفق تكوين مهندسين وتقنيين متخصصين في مجال تحلية مياه البحر، وخلق مقاولات وطنية مختصة في مجال الماء في أفق دعم الأمن المائي.

ولأن الماء مِلك عمومي لكل المواطنين فإن المحافظة عليه وحكامة تدبيره هي مسؤولية وطنية. وأضاف الخطاب ذاته أنه لا مجال للتأخير أو التهاون أو التبذير في قضية مصيرية؛ وفي المقابل دعا السلطات إلى تفعيل شرطة الماء، لأن المحافظة على الماء أمانة في أعناقنا جميعا.

لقد حرص “كبير العائلة” على تقديم هدية العيد بمناسبة مرور ربع قرن على تعاقد اجتماعي وروحي بين العرش والشعب، بطعم العفو والصفح وفتح صفحة حقوقية وإنسانية جديدة، وبطعم اليقظة والمسؤولية الوطنية الجماعية في أفق تحقيق هدف إستراتيجي وسيادي، أي ضمان الماء الصالح للشرب لكل المواطنين. فشكرا جزيلا يا صاحب الجلالة على هدية العيد.


 
 
 

Comments


bottom of page